الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة من الذنب والاستتار بستر الله تعالى

السؤال

إخواني الأعزاء أود أن تساعدوني في حل مشكلة أعاني منها من أكثر من سنة.كنت على علاقة بشاب وأنا في سن المراهقة استمرت 3 سنين و قمت بقطعها في أول سنة جامعية لي بعد أن بدا عقلي في التفتح وبدأت أدرك مجرى الأمور.لم نكن نتسلى وإنما كان القصد شريفا فعرفني إلى عائلته كاملة ولكن بدأت أستوعب أنه ليس بالشخص السوي حيث كان معقد الأفكار و يناديني بالشتائم على أتفه الأمور.مضى على تركي له عام و لكنه نوعاً ما لم يستوعب ذلك بعد, حيث يحاول الاتصال بي من حين لآخر و أنا أصده و قمت بإخباره بأنني مخطوبة.المشكلة أنني أنوي الخطبة من رجل آخر على دين و خلق و أخاف من أن يقوم ذلك الشاب بشكل أو بآخر بفضحي أمام خطيبي مع العلم بأن الشاب مقيم في بلد آخر و ليس هناك من وسيلة اتصال سوى الهاتف فهو لا يعلم عن مكان إقامتي و لم يسبق له زيارة بلد إقامتي و إنما التقيته في بلدي الأصلي لمدة أسبوعين فقط في كل عام حيث كان يدرس في الجامعة وقد قمت بأخطاء معه نادمة عليها أشد الندم و لا يشرفني ذكرها و كل ما تذكرتها أحتقر الشاب و هذا سبب تركي له و أحتقر نفسي و أرجو من الله أن يسامحني فكنت صغيرة طائشة.هل إن قام بفضحي أمام خطيبي عليّ الإنكار قائلة بأنه كاذب و إن كان هناك دليل فأثبته ؟هل علي التستر على نفسي وأنا من أعماقي أعلم بأنني أخطأت و ما يقوله الشاب صحيح؟هل يعتبر التستر على خطئي كذبا يعاقبني عليه الله؟ولكن الله يقبل التوبة و أنا تبت و الحمدلله و إن قلت الحقيقة فبالتاكيد خطيبي سيتركني.أنا حائرة بين ضميري و حبي لخطيبي أرجو المساعدة.أنا ضائعة بين شعوري بالذنب وحبي لخطيبي و رغبتي في أن أعيش حياه سعيدة.هل علىّ أن أدفع ثمن خطئي مدى الحياة؟علماً بأنني قد أخبرت خطيبي عن الشاب و لكن ليس بكل التفاصيل طبعا و قد عذرني قائلا كنت صغيرة و ليس هناك من هو معصوم عن الخطأ و الحمدلله أنك لم تلتقيه فقط مكالمات هاتفية فأنت في بلد و هو في بلد , و لكن هذا ليس صحيحا ولكن فضلت إخباره حتى و إن كان كذبا على أن أتركه لا يعلم عني شيئا.أحب خطيبي و أنا وفية له ولا أخفي عنه أي شيء حتى أنني أخبرته أن الشاب يحاول الاتصال بي.سؤالي هو هل علي التستر على نفسي أم يعتبر ذلك كذبا والله لا يرضى به ؟هل أنا إنسانة سيئة بسبب ما اقترفت في الماضي و لا أستحق سوى إنسان سيء؟
شكرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فينبغي للأخت أن تستر نفسها ولا تخبر خطيبها ولا غيره بما حصل منها مع ذلك الشاب ، فإن الله ستير يحب الستر وفي الحديث : اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله تعالى عنها ، فمن ألم بشيء منها فليستتر بستر الله وليتب إلى الله تعالى . رواه الحاكم والبيهقي وبنحوه مالك في الموطأ ، وصححه الحاكم وابن السكن والألباني .

وعليها أن لا ترد على هذا الشاب إذا اتصل بها ، ولو تطلب الأمر تغيير رقم هاتفها فلتفعل ، وعليها التوبة إلى الله من هذه الذنوب ، والإكثار من الأعمال الصالحة فإن الحسنات يذهبن السيئات، ويمكنها أن تستعمل التورية إذا وصل إلى علم خطيبها شيء من ذلك ، ولا بأس بالكذب هنا للحاجة ولدفع مفسدة أعظم ، وتقدم بيانه في الفتوى رقم :7758 .

ولتعلم أن التوبة تجب ما قبلها، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، وليس هناك معصوم من الخطأ ، والسيئ هو الذي يصر على الذنب ، وما دامت تابت فهي ليست سيئة إن شاء الله .

والله أعلم .


مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني