الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بر الوالد واجب وإن ظلم ولده

السؤال

أنا رجل في السابعة والثلاثين من العمر أعمل في مستشفى مع والدي الذى يعذبني ويهينني كثيرا ويأخذ كامل راتبي ويحرمني من أبسط حقوقي الإنسانية ظل حالي هذا لأكثر من ستة عشر عاما يأخذ كامل راتبي ويوزعه على الناس حتى يرفع من قدره ومكانته كما يدعي وينفي أمام الناس ويقول إنه لم يأخذ مني ولا قرش، المهم أنني لم أعد أحتمل هذه المعامله وفكرت فى الانتحار الآن الأمر لا يحتمل وهربت من المنزل ولم أعد أراه وتزوجت دون علمه حتى لا أقع فى الحرام، مع العلم بأنه غني ودخله الشهري عشرة آلاف ريال سعودي، وأنا ألف وثلاثمائة وعنده سكن مجاني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أن بر الوالدين واجب، وأن حقهما أكيد، وقد أوصى الله تعالى بهما وحذر من عقوقهما وإن ظلما ابنهما، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 22112، 17754، 8173، 2894، 4296، 5925، 11649.

ثم اعلم أنه يجوز للوالد أن يأخذ من مال ابنه إذا احتاج لذلك، ولكن من غير إضرار به، وانظر الفتوى رقم: 7490.

هذا وإنه مما ينبغي أن يصل الإنسان والديه به المال والعطايا وإن كانا غير محتاجين لذلك ما دام أن ذلك يرضيهما، وانظر الفتوى رقم: 1249، والفتوى رقم: 835.

فتب إلى الله تعالى من عقوقك لوالدك وقطيعتك له، من قبل أن يأتيك الموت وأنت عاق وحينئذ لن ينفعك الندم، والجنة لا يدخلها قاطع لرحمه، كما ثبت في الصحيحين، ويمكنك أن توسط بينك وبين والدك واسطة خير تسعى بينكما بالصلح، ولا يلزمك أن تمكنه من راتبك إن كنت محتاجاً إليه لا سيما إذا كان حاله كما ذكرت من الغنى واليسار وعدم الحاجة، ولا تفكر أبداً في الانتحار، فإن قتل النفس من كبائر الذنوب، وانظر الفتوى رقم: 12722، والفتوى رقم: 10397.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني