الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

من قال لعنة الله على دين و تذكر أنه سيكفر فسكت هل يعتبر كافراً ؟لدي أب يخطئ أحيانا ويكفر مع العلم أنه يصلي ويصوم ويخاف الله ورسوله لكنه لم يكن يعلم أن هذا كفر فاعتاد على ذلكومن يقل فلان قال كذا ويعيد ما قال من الكفر مع العلم أنه يقول هذا للتوضيح فقط وليس قصده الكفر فهل يعتبر كافراً ؟من فضلكم أريد الإجابة عن الأسئلة بالضبط جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أجمع أهل العلم على أن لعن الدين أو سبه كفر بالله عزوجل ، وإذا وقع من مسلم فقد ارتد عن الإسلام ، عياذاً بالله من ذلك ، قال الله تعالى : وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ {التوبة: 65 ـ 66 }

وهذه الآية نزلت في أناس لم يعلنوا بسب الدين صراحة ولكنهم طعنوا في حملته ونقلته فقالوا : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء ، فكيف بمن تجرأ ولعن الدين رأساً .

وهذا مما لا يعذر فيه بالجهل وصاحبه مرتد والعياذ بالله إلا أن تكون كلمة الكفر قد خرجت على لسانه دون أن يقصد التلفظ بها . ثم إن حكاية قول الكفر وإعلانه للناس محرم شرعاً ، ما لم يرد صاحبه بيان بطلانه وضلاله . فعليك أن تنصح أباك بالمبادرة إلى التوبة والابتعاد عما ذكرته عنه من الاستهزاء بالدين . واعلم أن ما ذكرته عنه من الصلاة والصيام والخوف من الله لا ينفعه شيء منه إذا لم يبتعد عن الكلام المخرج من الملة .

ثم اعلم أن عبارة : يخاف الله ورسوله ، التي وردت في سؤالك هي من العبارات الشركية التي يجب على المسلم الابتعاد عنها ، ولك أن تراجع فيها وفي مثلها فتوانا رقم : 21290 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني