الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حقوق الوالدين أعظم بكثير من حقوق الزوجة

السؤال

أنا متزوج منذ ثلاث سنوات وأعيش عيشة كريمة كمستأجر وبما أن الله أكرم الأكرمين؛ فقد بدأت ببناء بيت خاص بنا على أساس أن يضمنا أنا وزوجتي وأمي العجوز.علما أن أمي كانت مطلقة حين كان عمري ست سنوات، وتزوجت من آخر، وتوفي زوجها، أبي مازال على قيد الحياة والبيت الذي أعمرّه قريب جدا من بيت أبي غير المتزوج، زوجتي ترفض تسكين أمي معها في نفس البيت لأسباب خاصة بها . أريد معرفة الحكم الشرعي بهذه القضية. وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أمشا بعـد:

فإن بر أمك والإحسان إليها لا سيما وهي في هذا السن من الواجب المحتم عليك. قال تعالى: إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء:23، 24} .

وفي الحديث: رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف. قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة. رواه مسلم.

فعليك أن تحرص جاهدًا على إرضاء والدتك، فإن رضى الله في رضاها، وسخطه في سخطها.

هذا وإذا أمكن أن تسكن أمُّك مع زوجتك في بيت واحد مع الإحسان إليها والبدء بها فشيء حسن، وإن أصرت زوجتك على سكن مستقل لها دون أمك فمن حقها لكنها سدت على نفسها بابًا عظيمًا من الأجر.

وبالنسبة لك فيجب عليك أن تهيئ مسكنًا مناسبًا لأمك وتكون معها أو قريبًا منها؛ بحيث تقوم على خدمتها وتلبية طلباتها وقضاء حوائجها حسب استطاعتك، وإذا استطعت أن تجمع والدك بوالدتك في عقد زواج جديد فهذا أفضل وأحسن.

المهم أن تحذر من تضييع حقوق والديك، واعلم أن حقهما أعظم بكثير من حق زوجتك، ومع هذا فإن عليك أن تعطي كل ذي حق حقه. وراجع للمزيد الفتوى رقم: 26050 .

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني