الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عفة المرأة وصبرها إذا لم تنكح من أحبت

السؤال

أنا أحب رجلا متزوجا ولديه ثلاثة أطفال، يعمل معي في نفس المكتب، إنه رجل متدين يخاف الله، بدأت العلاقة بيني وبينه فى إطار العمل، أحسست أنه رجل مختلف، شخصيته قوية، متحمل المسئولية، المهم وصلنا إلى درجة الحب، وصارح كل منا الآخر، دخلت في هذا الموضوع ولا أعرف نهايته، ارتبطت به ارتباطا لا أحد يتخيله، وفجأة بدأ يحس أن العلاقة بيني وبينه لا نستطيع أن نكملها لأنه متزوج والظروف لا تسمح له بالزواج بأخرى، مع أنه يستطيع أن يفتح أكثر من بيت. أنا لا أستطيع أن أبتعد عنه، حاولت ولقيت نفسي أصابتني كثير من الأمراض، أنا أتمنى اليوم الذى أتزوجه فيه. أنا عندي 28 سنة ومستواي الاجتماعي جيد، وممكن أرتبط بإنسان جيد من كل النواحي، لكني لا أتخيل نفسي إلا معه، لدرجة أني أشعر أني سأصاب بحالة نفسية، أرجوك كلمه، وقل له إذا كان يحبني حرام يعذبني كل هذا العذاب ، وقل له إن الزواج الثاني ربنا حلله، وأنا عمري ما أظلم زوجته ولا أولاده، أنا أريد فقط جزءا منه، المهم يكون موجودا في حياتي لأني غير قادرة أن أعيش من غيره، وهو خائف من كلام الناس عليه لو حصل، وأعتقد أنه مازال يحبني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننصحك بتقوى الله، وأن تتجنبي مخالطة الرجال الأجانب في عملك وفي غيره، وأن تلتزمي بالحجاب الشرعي، وحيث قد ابتليت بحب هذا الرجل ووقعت في عشقه، فليس هناك سبيل أفضل من الزواج به؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه.

فإن كان قادرًا على زواج الثانية وأنس من نفسه العدل ننصحه بذلك، حيث إن الله سبحانه قد أباح الزواج مثنى وثلاث ورباع، ويؤجر على إحصان امرأة مسلمة لا سيما وقد تعلقت به هذا التعلق، وعليه أن يراعي العدل بين زوجاته.

وإن لم يكن هناك نصيب وأبى الزواج بك، فارضي بما قسم الله، واكتمي وعفي واصبري، واحتسبي الأجر عنده سبحانه؛ فقد ورد في الأثر: من عشق وكتم وعف فمات فهو شهيد. وفي سنده ضعف. لكن معناه صحيح. كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وتقدم في الفتوى رقم: 38015.

واصرفي تفكيرك عن هذا الرجل وتجنبيه، فإن تعلق القلب بما ليس في الإمكان الوصول إليه من ضعف العقل، وإن تطلب الأمر ترك العمل فافعلي لاسيما إذا لم تكوني مضطرة إليه، وإذا تقدم لك صاحب دين وخلق فتزوجي به فورًا لتحصني فرجك وتحمي نفسك من مزالق الهوى والشيطان.

وفي الختام ننصحك بتقوى الله وتجنب الاختلاط بالرجال الأجانب، وبوجه خاص هذا الرجل، وشغل نفسك بما ينفعك، والإكثار من الدعاء بأن يعافيك الله من هذا البلاء. واعلمي أن ما وصلت إليه من عشق هذا الرجل داء عليك طلب العلاج منه. وتقدم في الفتوى رقم: 9360 علاج داء العشق فيلزم مراجعته.

فنسأل الله سبحانه أن يعافيك وأن يلهمك رشدك ويقيك شر نفسك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني