الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

سؤالي يا فضيلة الشيخ حول مصدر المال الذي أجتنيه من جراء دفع رشوة .
قضيتي كما يلي :
وظفت في منصب عمل في مؤسسة إدارية بتاريخ 2000 لكن في غير المنصب الذي يوافق شهادتي الجامعية و بالرغم من ذلك حاولت بمرور الشهور أن أرتقي عن طريق إجراءات مسابقات في هذا الشأن ، إلا أن كل محاولاتي باءت بالفشل مع علمكم فضيلة الشيخ أنني كنت أعاني من ضغط من طرف رئيس المصلحة.
بتاريخ 2002 أجريت مسابقة ترقية لـ 50 منصب و عرض علي أحد الأصدقاء أن أدفع مبلغا من المال للفوز بأحد المناصب وقد فعلت من جراء الضغط الرهيب الذي كنت أعيشه في وظيفتي بدون أن أقصد إزاحة أي شخص من الممتحنين ، مع علمكم فضيلة الشيخ أن كل الفائزين بهذه المناصب من أصحاب النفوذ .
هل المال الذي أتقاضاه من خلال ما ذكرت لكم هو حرام بالرغم من أنني أكد و أجد في عملي . و إذا كان حراما هل أتوقف عن العمل في هذه المؤسسة مع علمكم أن المناصب عندنا في الجزائر قليلة جدا ، أو ماذا أفعل .
في الأخير تبت إلى الله و تضرعت له أن يبارك في مالي ، كما أعلمكم أنني أتصدق كل شهر بمبلغ من المال .
في انتظار جوابكم فضيلة الشيخ تقبلوا مني جزيل الشكر و وفقكم الله لما هو خير للأمة الإسلامية .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالرشوة المحرمة هي ما توصل به إلى إحقاق باطل أو إبطال حق، أما ما يدفعه الشخص للوصول إلى حق لا يصل إليه إلا بذلك فليس هذا برشوة محرمة على المعطي وإنما يحرم على الآخذ. وعليه، فإذا كان من حقك الوظيفي أن تكون في منصب كذا ولم تستطع الحصول عليه إلا بمال دفعته لشخص أو جهة فلا نرى مانعا من ذلك، ما دام ذلك لم يتم على حساب من هو أولى منك بتك الوظيفة.

وإذا لم تكن من أهل الاستحقاق لذلك المنصب فما دفعته يعد رشوة محرمة، والواجب عليك التوبة إلى الله عز وجل والعزم على عدم العودة لمثلها.

وأما عملك ومرتبك فحلال ما دمت أهلا لهذا المنصب، وتؤدي واجبك على الوجه المطلوب منك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني