الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم أخذ الأم مال أحد أبنائها لإعطائه لإخوته

السؤال

أنا شاب متزوج ولي ابن, ووالدي متوفى ولي أخ 30 سنة ويعمل, وأخت 35 سنة متزوجة وتعمل طبيبة, وأمي تأمرني بأن أنفق على أخي وأختي, وأنا أساعدها وأساعد أخي في زواجه بالمال وأعطى كثيرا ولكن أمي تطلب أكثر ودائمة السؤال وأنا متيسر ماديا, ولكن كثرة السؤال تكون عبئا علي, و كذلك فإن أختى راتبها كبير ,أخي يريد أن أتكفل بكل شيء له و أمي دائما تنكر عطائي له ومساعدتي في زواجه و تطلب المزيد, حتى إنها طلبت منى ترك فريضة الحج و إعطاءه المال! علما بأني لم أحج من قبل! لكنى رفضت و أصبحت أرفض أن أدفع لأخي طالما هو قادر على فعل هذه الأشياء. أفيدوني هل إذا رفضت أن أعطي أمي كل المبالغ المطلوبة فأنا عاق لها ؟علما بأني متكفل بكل حاجاتها الشخصية, و كل المبالغ الزائدة المطلوبة تكون لأخي أو أختي.
و شكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فطاعة الأم واجبة في المعروف، وللأم حق النفقة عليها إذا كانت محتاجة، وأما إذا لم تكن محتاجة فلها حق المواساة والبر والصلة، ويباح لها مال ولدها تأكل منه وتتصرف فيه، بغير سرف ولا إضرار بالولد، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: أنت ومالك لأبيك.

أما الإخوة فلا يلزمك إعطاؤهم، ويستحب لك مساعدتهم، لاسيما وأن في ذلك إرضاء للوالدة، وطاعة لها

ولا يجوز للوالدة الأخذ من مالك لإعطائه غيرك من إخوتك، وسبق بيانه في الفتوى رقم: 64329

وأما الحج فإنه واجب على الفور على الراجح، وعليه فلا طاعة للأم في ترك الحج من أجل مساعدة الأخ، لأن في طاعتها معصية، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني