الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التواجد في أماكن المعصية من غير اضطرار

السؤال

أود أن أسأل عن الحكم الشرعى للتواجد في المرافق كالفنادق والسفن السياحية والتى يكون مخصصا فيها بعض الأماكن للخمور مثل المراكب السياحية والتى يكون فيها بارات للخمور مع العلم أن تواجدي سيكون فقط بالغرفة أوعلى سطح الباخرة وسأتجنب التواجد في المكان نفسه فهل التواجد في هذه الباخرة كله حرام شرعاً ؟ وماذا لو توفاني الله وأنا في هذا المكان هل أعتبر مشاركا لهم ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ريب أن التواجد في أماكن المعصية من غير اضطرار إليه لا يجوز إلا بقصد القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، إذ إن التواجد في مثل تلك الأماكن دون قصد الإنكار يشعر بالرضى والإقرار لتلك المنكرات ، وقد يترتب على ذلك عموم العذاب لكل من وجد بذلك المكان ولو كان صالحا ، روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم ، قالت : قلت : يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم ؟ قال: يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم . قال الحافظ في الفتح : إنها استشكلت وقوع العذاب على من لا إرادة له في القتال الذي هو سبب العقوبة ، فوقع الجواب بأن العذاب يقع عاما لحضور آجالهم ، ويبعثون بعد ذلك على نياتهم .

وعليه فالتواجد في المرافق كالفنادق والسفن السياحية التي هي على الصفة التي ذكرت لا يجوز لمن لم يضطر إليه ، إلا لقصد تغيير المنكر .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني