الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

فضيلة الشيخ أولاً شكراً على هذه الشبكة الرائعة... أما بعد:
بصراحة لدي صديقة قد سألتني سؤالا لم أعرف الإجابة عليه فقصدتكم، صديقتي متزوجة وهي تحب زوجها حبا كبيراً بل غير طبيعي، ولكي تعبر له عن حبها وتجذبه إليها حتى يكثر من الجلوس معها فهي تغني له بعضا من أغاني هذا الزمان بكلمات الأغاني التي تثير شهوة زوجها الجنسية وبالبقاء معها أطول وهو يحبها عندما تغني له، بل لاحظت أنه يمضي أغلبية الوقت معها طبعا دون أن ينسى صلاته أو الذهاب إلي المسجد وهي أيضا، لكن صديقتي تسألني لأني قلت لها بأن ترديد هذه الأغاني حرام، لكن بما أنها ترددها لزوجها فقلت لها دعيني أسأل، صديقتي تقول بأنها تجد شهوة لا تقاوم خصوصا عندما يرضخ زوجها لها كل الرضوخ وهي ترقص له على إيقاعات هذه الأغاني التي كلها عشق وشهوة، والمضحك أنها قررت أن تكتب أغاني بنفسها كهذه الأغاني والمشكلة بأنها قد صارحتني أنها كلما دخل عليها زوجها زادت شهوتهما الجنسية والقبلات التي لا تتوقف لكلاهما والحب بينهما يزداد يوما بعد يوم حتى أنها تهذي به في الليل كيثراً وتخاف عليه وتبكي إن غاب عنها وكأنه طفلها بالإضافة إلي الغيرة، وهي تريده أن يبادلها المشاعر وبنفس القوة مع أنه ليس بمقصر حتى أنها حببت لي نعمة الزواج، لكنها ترغب بالذهاب إلي أمها حتى تمكث عندها شهراً كاملا حتى ينخفض هذا الحب قليلاً فهذان الزوجان تزوجا عن حب دون الوقوع في المحرمات قبل الزواج وما زلت أذكرها عندما تراه فتتعذب لأنه ليس معها إنما زوجها لم يكن يحبها بهذا المقدار الذي هو عليه اليوم، أنا عادة أحل لها بعض المشاكل إنما هذه المشكلة من كثرة بساطتها فهي معقدة، فهناك مشاكل الأغاني والشهوة الجنسية التي فاقت حدها، فأرجو منكم الإفادة، وأعتذر عن جرأتي التي انطلقت من مقولة لا حياء في الدين، هي سوف تقرأ الإجابة بنفسها، فأرجو الإجابة سريعا وأعانكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالغناء نوعان:

النوع الأول: أن يكون مشتملاً على آلة عزف كالعود والمزمار ونحوهما فهذا الغناء يحرم استماعه، من الرجل والمرأة بالإجماع، وقد حكى الإجماع على تحريم استماع آلات العزف -سوى الدف- جماعة من العلماء، منهم الإمام القرطبي وأبو الطيب الطبري وابن الصلاح وابن رجب الحنبلي وابن القيم وابن حجر الهيتمي، قال الإمام القرطبي: أما المزامير والأوتار والكوبة (الطبل) فلا يختلف في تحريم استماعها، ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك، وكيف لا يحرم وهو شعار أهل الخمور والفسق ومهيج الشهوات والفساد والمجون، وما كان كذلك لم يشك في تحريمه، ولا تفسيق فاعله وتأثيمه. انتهى.

وأما الضرب بالدف فالصحيح جوازه للنساء والرجال كما في الفتوى رقم: 43309.

النوع الثاني: أن يكون الغناء بدون آلة، فإذا صدر من المرأة لزوجها، وكان الكلام الذي تتغنى به لا فحش فيه بحيث ألا يكون يدعو إلى أن يفكر الزوج في غير زوجته، وإنما يدعو إلى رغبة الزوج في زوجته والزوجة في زوجها فهذا لا حرج فيه، وسبق تقرير ذلك في الفتوى رقم: 55917، والفتوى رقم: 64994.

أما إذا كانت المرأة تغني وترقص أمام زوجها وهي تسمع آلات الطرب والموسيقى فلا يجوز لها ولا له ذلك كما سبق، وأما سفرها لأمها للغرض المذكور في السؤال فليس بصحيح، إذ توثق العلاقة والمحبة بين الزوجين مقصد شرعي تسعى إليه كل زوجة عاقلة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني