الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يفعله الزوجان إذا حاول أهل الزوج إفساد العلاقة بينهما

السؤال

أنا متزوجة منذ 6 سنوات ولدي ولد، المشكلة فى أهل زوجي دائماً التدخل والتسلط فى حياتنا، مما سبب الكثير من المشاكل، واتفقت أنا وزوجي على عدم تدخل أي أحد فى حياتنا مما أثار مشاكل أخرى معهم إلى أن وصلت إلى أن يوغروا صدره من ناحيتي وضرب الفتن بيننا وتفاقمت المشاكل إلى حد تدخل أخته وفرض الرأي، فى البداية كنا نظهر الموافقة على أوامرهم و نعمل ما نريد، فأصبحنا نحاسب على كل فعل، الأمر الذي خنقنا كثيراً إلى أن علم زوجي بمواقف كثيرة متشابهة ومخزية من أبيه وأخته من خلال أخواله، فغضب من أبيه وأخته، بالإضافة لبعض المواقف التي عاصرها بنفسه، منها أن حماتي بعدت بين زوجها وإخوته، فلقد كان ضعيف الشخصية أمامها إلى الآن، فهي تكره أي وجود لأي امرأة أخرى مهما كانت حتى أن زوجات إخوتها لم يسلموا منها إلى أن وصل الأمر ببعد أخواتها عنها وبعد ابنها عنهم من كثرة المشاكل والفتن، فكل ما يحدث من مصائب أكون أنا السبب وراءها حتى أنها تدعي أن الشرع يعطي للرجل الحق في منع زوجته عن أهلها إذا ما انشغل زوجي عن أهله لـ 3 أيام ظنا منها أني أنا التي أمنعه عن الاتصال بهم، وانا والله ما أفعل ذلك، وشككت زوجي في أنني آخذ نقوده من ورائه وذهبت تقول له في خلاف حاد بيننا أنني قلت إني أنا التي أصرف على البيت، ووصل الأمر إلى أن معيار رضاهم عنا هو أن تكون أخته راضية عنا وإذا ما غضبت يغضبون علينا، وفي عيد الأم أخذت ابني وحملت هدية عيد الأم وذهبت إلى عملها وتلقتها مني شاكرة إلا أنني فوجئت برد هديتي لها مع حارس عقاري في منتصف الليل وعندما نذهب أنا وزوجي لمنزلهم نعامل بعدم ترحيب وجفاء شديد حتى أن ابني هو حفيدهم الوحيد لا يسلم منهم، فهم دائماً الخطأ أمامي ومن خلفي، إلا أن زوجي قرر الابتعاد عنهم لأنه لم يعد يتحمل هذا الظلم ودوام حدوث المشاكل دون أي سبب يذكر، فالرأي عندهم للأم والأخت وما علينا إلا التنفيذ، فماذا أفعل، أخاف على زوجي من عقوق الوالدين وأنا أعلم أنه مظلوم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يصلح الحال بينك وبين أهل زوجك، وأن يرزقهم الحكمة وحسن الخلق، ولا شك أن ما يفعله أهل زوجك من التدخل في أموركم، ومحاولة إفساد العلاقة بينك وبين زوجك من الأمور المحرمة شرعاً.

وننصحكم بالصبر والتحمل عملا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث أن رجلاً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك. رواه مسلم. وغيره عن أبي هريرة، ومعنى تسفهم المل: أي تطعمهم الرماد الحار.

ولا حرج عليكم في تجنب المجالس التي يمكن أن يثار فيها ما يفسد العلاقة بينكم، ولكن لا يجوز لزوجك قطع رحمه بسبب ذلك، فيمكنه أن يجمع بين صلة الرحم وعدم الاستجابة إلى ما يثيرونه من أمور باطلة، فإنه لا يلزمه طاعة والديه إذا أمراه بتضييع حقوق واجبة عليه للآخرين، وعليك أن تكوني عوناً له على صلة رحمه، وأمه على وجه الخصوص.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني