الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفصيل حول حكم تارك الصلاة

السؤال

ما هي الأدلة على أن تارك الصلاة ليس كافرا وخاصة ما جاء في أقوال الشيخ الألباني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن ترك الصلاة منكرا لوجوبها، فهو كافر خارج عن دائرة الإسلام باتفاق العلماء.

ومن تركها تهاونا وكسلا، فقد اختلف فيه العلماء، فذهب الجمهور إلى أنه لا يكفر كفرا مخرجا عن الإسلام. وقال البعض إنه يكفر كفرا مخرجا عن الإسلام.

والذي يترجح عندنا -والله أعلم- هو أن من ترك الصلاة بالكلية فإنه كافر، لأن هذا هو الذي يصدق عليه أنه تارك للصلاة، أما من يصلي أحيانا ويتردد أحيانا، فلا يكفر؛ وإن كان على خطر عظيم. وذلك لحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خمس صلوات كتبهن الله على العباد، من أتى بهن لم يضيع منهن شيئا استخفافا بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن لم يكن له عند الله عهد، إن شاء عذبه، وإن شاء أدخله الجنة. رواه مالك وأحمد وأبو داود والنسائي بإسناد صحيح.

وهذا هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.

ومن أدلة جمهور أهل العلم على أن تارك الصلاة ليس كافرا كفرا مخرجا عن الإسلام قول الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ {النساء:48]، فعموم الآية دال على أن تارك الصلاة داخل تحت المشيئة.

ومنها حديث عتبان بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني