الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ترك التعلم حتى يسلم من العقاب إذا أذنب

السؤال

إذا كان العبد عالما بعقوبة الذنب ففعله فعليه وزر ذنبه أما إذا كان لا يعلم عقوبتة ففعله فقد تجاوز الله عزوجل عن الخطأ فقد يتخلل إلى بعض صدور الناس ترك التفقه والعلم بالدين حتى لا يقعوا في الإثم بسبب أنهم يعلمون ولا يرفع عنهم الخطأ ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإصرار العبد على بقائه جاهلا لأجل أن لا يعاقب على الذنوب لجهله هذه حجة واهية، بل هي من تلبيس الشيطان؛ لأن المسلم مطالب أصلا بطلب العلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : طلب العلم فريضة على كل مسلم . رواه ابن ماجه والطبراني وغيرهما .

فيجب على المسلم أن يطلب العلم الذي لا بد له منه ولا يقوم دينه إلا به، كتعلم أحكام الطهارة والصلاة والصوم وغير ذلك مما يتعين على كل مسلم ، كما أن المسلم مطالب بالبعد عن المعاصي والذنوب كما قال تعالى : وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا {الحشر: 7 } والبعد عن الذنوب لا يمكن إلا بعد العلم بها وبالطرق الموصلة إليها، فإذا أصر الإنسان على البقاء على جهله لم يكن معذورا في وقوعه في المعصية لأنه مفرط في تعلم دينه وما يجب وما يحرم عليه ، وأما من بذل جهده في تعلم دينه ومعرفة الواجب عليه والمحرم عليه، ثم وقع بعد ذلك في ذنب من الذنوب جاهلا بالحكم فهذا يرجى له المغفرة وأن يعذر لجهله. وانظر للأهمية الفتوى رقم : 2242 ، والفتوى رقم : 19084 ، وفيهما التفصيل في بيان ما يعذر فيه بالجهل وما لا يعذر فيه بالجهل ، وانظر الفتوى رقم : 56544 ، في بيان العلم الواجب على كل مسلم .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني