الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المال الحرام والتوبة منه

السؤال

سألني صديق لي أن لديه أختا في فرنسا متزوجة ولها أبناء كانت تعمل قبل 20 سنة في معمل للخنزير وأخته الآن قد أخذت التقاعد ولا تريد أن تحج من هذا المال، لكن ما محل المال الذي تأخذه من التقاعد قبل حجها وبعده؟ ووفقكم الله للخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا المال الذي اكتسبته أختك من العمل في معمل الخنازير، وكذلك مبلغ التقاعد الذي ستحصل عليه مال محرم يجب عليها مع التوبة إلى الله أن تتخلص مما في يدها منه بإعطائه للفقراء والمساكين أو بناء المستشفيات أو المدارس الخيرية ونحو ذلك من مصالح المسلمين، هذا هو الأصل في هذا المال، لكن إذا كانت فقيرة محتاجة إليه فيجوز لها أن تأخذ منه ما تندفع به ضرورتها وحاجتها، وما تتمكن به من حج الفريضة. ويعد ما تأخذه بهذا الوصف مالاً مباحاً لها، لأنها حينئذ مصرف من مصارف هذا المال.

قال النووي نقلاً عن الغزالي في معرض كلامه عن المال الحرام والتوبة منه: وله أن يتصدق به على نفسه وعياله إذا كان فقيراً، لأن عياله إذا كانوا فقراء فالوصف موجود فيهم؛ بل هم أول من يتصدق عليه، وله أن يأخذ منه قدر حاجته لأنه أيضاً فقير. انتهى.

وراجع فيما يتعلق بالحج من المال الحرام الفتوى رقم: 21142.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني