الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

بارك الله فيكم وأعانكم الله على عمل الخير أما بعد:
سؤالي لحضرتكم هو عن واقع أعيشه في حياتي وهو عن ابني فقد توفاه الله من أيام قليلة والحمد لله على ما أعطانا وعلى ما أخذ .
أما عن ابني فهو في الثامنة من عمره وقد وقع علية القدر بأن يسقط من الدور الرابع وينتج عن ذلك غيبوبة لمدة أسبوع وبعد الأسبوع توفاه الله، ولكن سؤالي هو أين مقعده الآن؟ وكما نعرف أنه ليس له حساب لأنه مرفوع عنه القلم هل روحه في القبر أوفي حواصل طير خضر أو أين كما حدثنا رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام
وأريد أن أزيدكم علما بأن ولدي كان من المصلين لجميع الصلوات وكان من أفلح وأحب أولادي
وسؤالي الثاني: هو أنني عندما نقلته للمستشفي كان ينطق ويقول طول الطريق حبيبي يا بابا حبيبي يا بابا وذكر حينها أيضا وكمان حبيبتي يا ماما وكرر هذة المقولة حتى غاب وراح في الغيبوبة، وأيضا كان يقول لي هات يدك أمسكها يا بابا، سؤالي هو: هل هذا كلام وداع لنا أقصد أنه كان يعلم من الله أنه يموت، وما تفسير كل هذا الكلام وهو يتألم ولكم مني جزيل الشكر.
أرجو من حضرتكم ان ترسلوا لي الرد علي إيميلي هذا حتى أضمن أن أشوفه وأقرأه

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يحسن عزاءك في الولد ويجعله فرطا وذخرا لك يأخذ بيديك إلى الجنة، ونعزيك بما عزى به النبي صلى الله عليه وسلم ابنته لما توفي ولدهما فأرسل إليها: إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب.

وأما سؤالك عن الابن أين هو فنرجو أن يكون في الجنة في كفالة إبراهيم عليه السلام، ففي حديث مسلم: صغارهم دعاميص الجنة، يتلقى أحدهم أباه فيأخذ بثوبه فلا ينتهي حتى يدخله الله وإياه الجنة.

قال النووي في شرح مسلم: وفي هذا دليل على كون أطفال المسلمين في الجنة، وقد نقل جماعة فيه إجماع المسلمين. اهـ

وفي حديث البخاري في حديث الرؤيا الطويل ذكر كفالة إبراهيم لأولاد المسلمين الذين توفوا صغارا، وأما علمه بموته وتفسير كلامه فليس عندنا فيه شيء إلا أن من المعلوم أن الأجل لا يعلم نهايته إلا الله تعالى لأنه من الغيب، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 32668، 59259، 14321، 2978.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني