الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قول الصبي للرجل يا عم وللمرأة يا خالة

السؤال

عندنا الصبي نعلمه أن يقول عمي لرجل ما, وخالتي لامرأة ما، وذلك من باب اﻷدب مع الكبار ولا نعلمه أن ينادي بالاسم الشخصي. فهل هذا جائز أم أنه يدخل في الكذب؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فينبغي لولي أمر الطفل أن يعلمه الأدب واحترام الآخرين وخاصة الكبار والأقارب والأرحام، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا. رواه أبو داود، والترمذي، وقال حسن صحيح.

وقد عد الله العم مع الآباء فسماه معهم أبا فقال تعالى: أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ المَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ {البقرة:133} ومن المعلوم أن إسماعيل عم يعقوب فيعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وإسماعيل بن إبراهيم.

وسمى النبي- صلى الله عليه وسلم- عمه العباس: بقية آبائه. كما في معجم الطبراني الكبير.

وعلى ذلك فلا نرى مانعا شرعيا في قول الصغير لمن هو أكبر منه ياعم أو ياخالة أو ما أشبه ذلك من عبارات الاحترام. وليس هذا من باب الكذب وإنما هو من باب الأدب واحترام الكبار وتكريمهم وهو أمر مطلوب شرعا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني