الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأب حين يسيء إلى أولاده ويبخل بالنفقة على امرأته

السؤال

لجأت إليكم بعد أن فشلت كل محاولاتي في إصلاح ذات البين كما يقال وتحولت حياتنا إلى جحيم والسبب في ذلك يا إخواني هو والدي وقصتي هي كالتالي: أنا سيدة أبلغ من العمر 39 سنة لي طفلان ولي أخت وثلاتة إخوة منذ أن وعينا على هذه الأرض عرفنا والدنا سامحه الله ذلك السكير اللا مسؤول على الرغم من أنه رجل تعليم حافظ لكتاب الله، إلى أن بلغت سن 17 سنة حيث سيتحول بقدرة قادر إلى رجل متدين.... أتصور أنكم تتخيلون مدى المعاناة والألم الذي كان يتسبب لنا فيه ولوالدتنا أطال الله في عمرها نصيب الأسد في تلك المحن، لكن ما خفي كان أعظم والمحنة الحقيقة هي التي نعيشها بعد التزامه.. نعم إخواني لن تصدقوا ما يجري لنا كنا نظن أننا سنرتاح بعد أن هداه الله، لكن... فلقد تحول هذا الشخص من مبذر في الخمر والعاهرات إلى بخيل ويا له من بخيل عانينا الأمرين وكنا نصبر حتى نحصل على شهادتنا لنتخلص من هذا العذاب ولكن هيهات ثم هيهات... إنه يبدع في تعذيبنا، لقد أصيبت أمنا بمرض خطير في القلب أجرت بسببه 4 عمليات إلى الآن ولا تستطيع العيش بدون أدوية نحن الآن بعد أن حصلنا بصعوبة على عمل لا يتناسب مع مؤهلاتنا أنا وأختي و2 من إخواني نشترك كل حسب طاقته لنشتري لها الدواء الذي بالمناسبة تكلفته جداً باهظة ولا نشكو من ذلك لأنها أمنا، كما أننا نحن من نشتري لها كسوتها ونغطي مصاريف الخادمة التي تخدمهما، لكن والدنا سامحه الله يطالبنا بأكثر من ذلك هو يريدنا أن يدفع له كل منا في كل شهر مبلغا بدعوى أنه أنجبنا من أجل ذلك ويا ليته كان يحتاج إلى هذا المبلغ فهو يعتبر من أصحاب الأملاك وله رصيد بنكي يتجاوز 800000 درهم مغربي بالإضافة إلى 4 شقق للسكن يسكن إحداها ويكتري الباقي، وراتب شهري ونحن لا نحتكم إلا على رواتبنا الهزيلة هو الآن رفض حتى إعطاء مصاريف الأكل والشرب... لا أنسى أن أقول إنه أدى مناسك الحج مرتين مرة في 1992 والثانية في 2007 ساعدوني بالنصيحة؟ جزاكم الله خيراً.. وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز لأبيكم أن يعاملكم بقسوة أو يظلمكم سيما إذا كان ملتزماً حافظاً لكتاب الله، لكن إن فعل ذلك فلا يسقط بره، وما دام غنياً فلا تجب نفقته، لكن ينبغي صلته بالمال بما لا يضركم إرضاء لخاطره، ولكم في ذلك الأجر والمثوبة عند الله تعالى، وانظري الفتوى رقم: 23716، والفتوى رقم: 1249.

وأما نفقة أمكم فهي عليه وهل عليه علاجها أم لا؟ في ذلك خلاف بين أهل العلم بيناه في الفتوى رقم: 56114.

وخلاصة القول والذي ننصحكم به أن تبروا به وتصلوه بما استطعتم من المال، ولكم نصحه وتذكيره بالله وتخويفه من الشح والبخل وإهمال الزوجة وتضييع حقها وحق الأبناء، لكن ليكن ذلك كله بحكمة وموعظة حسنة، لا جدال فيه ولا رفع صوت عليه، وإن استعنت في ذلك بمن له وجاهة عنده وكلمة من أقاربكم والأئمة والمشايخ عندكم فلا حرج في ذلك، ولكم الأجر عند الله وإساءته عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني