[ ص: 208 ] 4 - باب عصمة الله تبارك وتعالى رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم قبل البعثة
4212 - قال إسحاق : أخبرنا ، حدثنا وهب بن جرير ، عن أبي ، حدثني ابن إسحاق محمد بن عبد الله بن قيس بن مخرمة ، عن ، عن الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب ، عن جده أبيه رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : علي بن أبي طالب قريش بأعلى مكة في أغنام لأهلها يرعاها : أبصر إلى غنمي حتى أسمر هذه الليلة بمكة كما يسمر الفتيان ، قال : نعم ، فخرجت فجئت أدنى دار من دور مكة ، سمعت غناء وضرب دفوف ومزامير ، فقلت : ما هذا ؟ فقالوا : فلان تزوج فلانة ، لرجل من قريش تزوج امرأة من قريش ، فلهوت بذلك الغناء وبذلك الصوت حتى غلبتني عيني ، فما أيقظني إلا مس الشمس ، فرجعت إلى صاحبي ، قال : ما فعلت ؟ فأخبرته ، ثم قلت له ليلة أخرى مثل ذلك ، ففعل ، فخرجت فسمعت مثل ذلك ، فقيل لي مثل ما قيل لي ، فلهوت بما سمعت حتى غلبتني عيني ، فما أيقظني إلا مس الشمس ، ثم رجعت إلى صاحبي ، فقال : ما فعلت ؟ قلت : ما فعلت شيئا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ص: 209 ] فوالله ما هممت بعدها بسوء مما يعمل أهل الجاهلية ، حتى أكرمني الله عز وجل بنبوته ما هممت بقبيح مما كان أهل الجاهلية يهمون به ، إلا مرتين من الدهر ، كلتيهما يعصمني الله تعالى منها ، قلت ليلة لفتى كان معي من .
قلت : هكذا رواه محمد بن إسحاق في السيرة ، وهذه الطريق حسنة جليلة ، ولم أره في شيء من المسانيد إلا في مسند إسحاق هذا ، وهو حديث حسن متصل ، ورجاله ثقات .
[ ص: 210 ] [ ص: 211 ] [ ص: 212 ]