أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنبأنا حدثنا أبو سهل بن زياد القطان، حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي، حدثنا آدم بن أبي إياس، أنبأنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، أنس بن مالك، قال: محمد بن عبد الله عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل» قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا سيدنا وابن سيدنا وخيرنا وابن خيرنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس، أنا قلت: ومن تكلم في التفضيل ذكر في مراتب نبينا صلى الله عليه وسلم وخصائصه وجوها لا يحتمل ذكرها بأجمعها هذا الكتاب، ونحن نشير إلى وجه منها على طريق الاختصار [ ص: 499 ] فمنها: الإنس والجن وأنه خاتم الأنبياء، ومنها أن شرف الرسول بالرسالة، ورسالته أشرف الرسالات بأنها نسخت ما تقدمها من الرسالات، ولا تأتي بعدها رسالة تنسخها. ومنها: أن أنه صلى الله عليه وسلم كان رسول الثقلين: ومنها: أنه جمع له بين إنزال الملك عليه وإصعاده إلى مساكن الملائكة، وبين إسماعه كلام الملك وإرائه إياه في صورته التي خلقه عليها، وجمع له بين إخباره عن الجنة والنار وإطلاعه عليهما، فصار العلم له واقعا بالعالمين دار التكليف ودار الجزاء عيانا. ومنها قتال الملائكة معه. ومنها ما أخبر عن خصائصه التي يخصه الله تعالى بها يوم القيامة وهو المقام المحمود الذي وعده بقوله الله عز وجل أقسم بحياته. عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا . ومنها: أن ودعا سائر الأنبياء بأسمائهم، وحين دعا الأعراب نبينا صلى الله عليه وسلم باسمه أو كنيته نهاهم عن ذلك، وقال: الله جل ثناؤه لم يخاطبه في القرآن إلا بالنبي أو الرسول، لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ، وأمرهم بتعظيمه وبتفخيمه، ونهاهم عن التقديم بين يديه، وعن رفع أصواتهم فوق صوته، وعاب من ناداه من وراء الحجرات، إلى غير ذلك مما يطول بشرحه الكتاب، وهو مذكور في كتب أهل الوعظ والتذكير. ومنها: وقد [ ص: 500 ] ذكر بعض المصنفين أن أعلام نبينا صلى الله عليه وسلم تبلغ ألفا. قال أنه صلى الله عليه وسلم في الدنيا أكثر الأنبياء عليهم السلام أعلاما، أبو عبد الله الحليمي رحمه الله: وفيها مع كثرتها معنى آخر، وهو أنه ليس في شيء من أعلام المتقدمين ما ينحو اختراع الأجسام، وإنما ذلك في أعلام نبينا صلى الله عليه وسلم خاصة. قلت: وقد ذكرنا في كتابنا هذا ما كان من أعلامه هذا من وقت ولادته إلى مبعثه إلى هجرته إلى وفاته مؤرخا بتاريخه أو عند قدوم الوفود عليه، وقد بقي من أعلامه التي لم يذكر في أكثرها في وقتها أو غفلت عنها ما لا بد من ذكره قبل ذكر وفاته صلى الله عليه وسلم، فاستخرنا الله تعالى في إخراجه عقيب هذا، وبالله التوفيق.