[ ص: 228 ] باب ما جاء في دعائه لزوجين أحدهما يبغض الآخر بالألفة، واستجابة الله دعاءه فيهما
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأصبهاني إملاء، أنبأنا أبو إسماعيل الترمذي محمد بن إسماعيل، حدثنا قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، علي بن أبي علي، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج وعمر بن الخطاب معه فعرضت امرأة فقالت: يا رسول الله، إني امرأة مسلمة محرمة، ومعي زوج لي في بيتي مثل المرأة.
فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "ادعي زوجك" ، فدعته وكان خرازا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما تقول امرأتك يا عبد الله؟" ، فقال الرجل: والذي أكرمك ما جف رأسي منها، فقالت امرأته: ما مرة واحدة في [ ص: 229 ] الشهر، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "أتبغضيه؟" ، قالت: نعم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أدنيا رؤوسكما " ، فوضع جبهتها على جبهة زوجها، ثم قال: "اللهم ألف بينهما وحبب أحدهما إلى صاحبه" ، ثم مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوق النمط ومعه رضي الله عنه فطلعت المرأة تحمل أدما على رأسها، فلما رأت النبي صلى الله عليه وسلم طرحت وأقبلت فقبلت رجليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف أنت وزوجك؟" فقالت: والذي أكرمك ما طارف ولا تالد ولا والد أحب إلي منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أشهد أني رسول الله" ، فقال عمر بن الخطاب عمر: وأنا أشهد أنك رسول الله.
قال أبو عبد الله: تفرد به علي بن أبي علي اللهبي وهو كثير الرواية للمناكير.
قلت: قد روى يوسف بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن معنى هذه القصة، إلا أنه لم يذكر فيها جابر بن عبد الله رضي الله عنه. عمر بن الخطاب
.