[فصل]
: وفيهم من همت نفسه إلى الفاحشة فقتل نفسه . حدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني قال : فارس صوفي كبير فابتلي بحدث فلم يملك نفسه أن دعته إلى فاحشة فراقب الله عز وجل ثم ندم على هذه الهمة وكان منزله على مكان عال ووراء منزله بحر من الماء فلما أخذته الندامة صعد السطح ورمى بنفسه إلى الماء وتلى قوله تعالى ( كان ببلاد فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ) فغرق في البحر .
قال المصنف رحمه الله : انظر إلى إبليس كيف درج هذا المسكين من رؤية هذا الأمرد وإلى إدمان النظر إليه إلى أن مكن المحبة من قلبه إلى أن حرضه على الفاحشة فلما رأى استعصامه حسن له بالجهل قتل نفسه فقتل نفسه "ولعله هم بالفاحشة ولم يعزم ، والهمة معفو عنها لقوله عليه السلام . ، ثم إنه ندم على همته والندم توبة فأراه إبليس أن من تمام الندم قتل نفسه كما فعل بنو إسرائيل فأولئك أمروا بذلك بقوله تعالى ( عفي لأمتي عما حدثت به نفوسها فاقتلوا أنفسكم ) ونحن نهينا عنه بقوله تعالى ( ولا تقتلوا أنفسكم ) فلقد أتى بكبيرة عظيمة ، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا .