( حدثنا أخبرنا ) وفي نسخة حدثنا ( قتيبة بن سعيد عن جعفر بن سليمان ثابت عن قال أنس بن مالك ) أي : لا يجعل شيئا ذخيرة لأجل غد لكن لخاصة نفسه لتمام توكله على ربه ، وقد يدخر لعياله قوت سنتهم لضعف توكلهم بالنسبة إليه - صلى الله عليه وسلم - وليكون سنة للمعيلين من أمته وللمجردين من أهل ملته . كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يدخر شيئا لغد
ففي الصحيحين . أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يدخر لأهله قوت سنتهم
وفي مسند كان ينفق على أهله نفقة سنتهم من مال إسحاق ابن راهويه بني النضير .
وفي كان يبيع نخل البخاري بني النضير ويحبس لأهله قوت سنتهم فقيل الادخار كان قبل فتح خيبر كما هو مصرح به في الصحيح أيضا على ما نقله العسقلاني فقيل عدم الادخار كان غالب أحواله أو في أوائل أمره إذ قد ثبت في عن أنس يقول البخاري آل محمد صاع بر ، ولا صاع حب وإن عنده تسع نسوة والأولى أن يجمع بأنه كان يدخر لهم قوت سنتهم ، ثم من جوده وكرمه على الوافدين والمحتاجين كان يفرغ زادهم قبل تمام السنة ، ثم وجه مناسبة الحديث باب أن الكرم والجود والتوكل والاعتماد على واجب الوجود دون الخلق من كمال الخلق واستدل به الصوفية على أن الادخار زيادة على السنة خارج عن طريق التوكل أو السنة ، وفيه إشارة إلى رد ما قال ما أمسى عند حيث استدل بالحديث على جواز الادخار مطلقا ، وقد أبعد الطبري العسقلاني حيث قال التقييد بالسنة إنما جاء من ضرورات الواقع فلو قدر أن شيئا مما يدخر كان لا يحصل إلا في سنتين لاقتضى الحال جواز الادخار لأجل ذلك قلت قال والتقييد بالسنة لأن العادة جارية بتجدد الأرزاق فيها بخلاف الأشهر في أثنائها . الغزالي