( كتاب الإعتاق ) :
الكلام في هذا الكتاب في الأصل في مواضع : في بيان وفي بيان ركن الإعتاق ، وفي بيان شرائط الركن ، وفي بيان صفة الإعتاق ، وفي بيان حكم الإعتاق ، وفي بيان وقت ثبوت حكمه ، وفي بيان ما يظهر به الإعتاق أما الأول : فالإعتاق في القسمة الأولى ينقسم إلى أربعة أقسام : واجب ، ومندوب إليه ، ومباح ، ومحظور أما الواجب : فالإعتاق في كفارة القتل والظهار واليمين والإفطار إلا أنه في باب القتل والظهار والإفطار واجب على التعيين عند القدرة عليه وفي اليمين واجب على التخيير قال الله تعالى في كفارة القتل والظهار { أنواع الإعتاق فتحرير رقبة } وفي كفارة اليمين { أو تحرير رقبة } وإنه أمر بصيغة المصدر كقوله عز وجل { فضرب الرقاب } وقوله عز وجل { والوالدات يرضعن أولادهن } وقوله تعالى { والمطلقات يتربصن بأنفسهن } ونحو ذلك وقال النبي صلى الله عليه وسلم في كفارة الإفطار { } . أعتق رقبة
وأما المندوب إليه : فهو الإعتاق لوجه الله تعالى من غير إيجاب ; لأن الشرع ندب إلى ذلك لما روي عن رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { ابن عباس } وعن أيما مؤمن أعتق مؤمنا في الدنيا أعتق الله تعالى بكل عضو منه عضوا منه من النار قال { واثلة بن الأسقع } وعن أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في صاحب لنا قد أوجب فقال صلى الله عليه وسلم أعتقوا عنه يعتق الله تعالى بكل عضو منه عضوا منه من النار أبي نجيح السلمي قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطائف فسمعته يقول { } وعن من رمى بسهم في سبيل الله فله درجة في الجنة ومن شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة وأيما رجل مسلم أعتق رجلا مسلما كان به وقاء كل عظم من عظام محرره من النار وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة كان بها وقاء كل عظم من عظام محررتها من النار قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله علمني عملا يدخلني الجنة فقال صلى الله عليه وسلم { البراء بن عازب } وفي بعض الروايات أن تعين في ثمنها . أعتق النسمة وفك الرقبة فقال : أو ليسا واحدا ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : لا ، عتق النسمة أن تنفرد بعتقها وفك الرقبة أن تعين في إفكاكها
وأما المباح : فهو الإعتاق من غير نية لوجود معنى الإباحة فيه وهي تخيير العاقل بين تحصيل الفعل وتركه شرعا وأما المحظور فهو أن يقول لعبده : أنت حر لوجه الشيطان [ ص: 46 ] ويقع العتق لوجود ركن الإعتاق وشرطه ، وقوله لوجه الشيطان لبيان الغرض ونقسمه أيضا أقساما أخر نذكرها في مواضعها إن شاء الله تعالى .