حصر : الحصر : ضرب من العي . حصر الرجل حصرا مثل تعب تعبا ، فهو حصر : عيي في منطقه ; وقيل : حصر لم يقدر على الكلام . وحصر صدره : ضاق . والحصر : ضيق الصدر . وإذا ضاق المرء عن أمر قيل : حصر صدر المرء عن أهله يحصر حصرا ; قال الله عز وجل : إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاءوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم معناه ضاقت صدورهم عن قتالكم وقتال قومهم ; قال : وقيل تقديره وقد حصرت صدورهم ; وقيل : تقديره أو جاءوكم رجالا أو قوما فحصرت صدورهم الآن ، في موضع نصب ؛ لأنه صفة حلت محل موصوف منصوب على الحال ، وفيه بعض صنعة لإقامتك الصفة مقام الموصوف وهذا مما . . . وموضع الاضطرار أولى به من النثر وحال الاختيار . وكل من بعل بشيء أو ضاق صدره بأمر ، فقد حصر ; ومنه قول ابن سيده لبيد يصف نخلة طالت ، فحصر صدر صارم ثمرها حين نظر إلى أعاليها ، وضاق صدره أن رقي إليها لطولها :
أعرضت وانتصبت كجذع منيفة جرداء يحصر دونها صرامها
أي تضيق صدورهم بطول هذه النخلة ; وقال الفراء في قوله تعالى : أو جاءوكم حصرت صدورهم العرب تقول : أتاني فلان ذهب عقله ; يريدون قد ذهب عقله ; قال : وسمع رجلا يقول : فأصبحت نظرت إلى ذات التنانير ; وقال الكسائي : جعل الزجاج الفراء قوله ( حصرت ) حالا ولا يكون حالا إلا بقد ; قال : وقال بعضهم : حصرت صدورهم خبر بعد خبر كأنه قال أو جاءوكم ثم أخبر بعد ، قال : حصرت صدورهم أن يقاتلوكم ; وقال : إذا أضمرت قد قربت من الحال وصارت كالاسم ، وبها قرأ من قرأ أحمد بن يحيى حصرت صدورهم قال [ ص: 139 ] أبو زيد : ولا يكون جاءني القوم ضاقت صدورهم إلا أن تصله بواو أو بقد ، كأنك قلت : جاءني القوم وضاقت صدورهم أو قد ضاقت صدورهم ; قال الجوهري : وأما قوله : أو جاءوكم حصرت صدورهم فأجاز الأخفش والكوفيون أن يكون الماضي حالا ، ولم يجزه إلا مع قد ، وجعل ( حصرت صدورهم ) على جهة الدعاء عليهم . سيبويه فاطمة رضوان الله عليها : فلما رأت عليا جالسا إلى جنب النبي ، صلى الله عليه وسلم ، حصرت وبكت ; أي استحت وانقطعت كأن الأمر ضاق بها كما يضيق الحبس على المحبوس . والحصور من الإبل : الضيقة الأحاليل ، وقد حصرت ، بالفتح ، وأحصرت ; ويقال للناقة : إنها لحصرة الشخب نشبة الدر ; والحصر : نشب الدرة في العروق من خبث النفس وكراهة الدرة ، وحصره يحصره حصرا ، فهو محصور وحصير ، وأحصره كلاهما : حبسه عن السفر . وأحصره المرض : منعه من السفر أو من حاجة يريدها ; قال الله ، عز وجل : وفي حديث زواج فإن أحصرتم . وأحصرني بولي وأحصرني مرضي أي جعلني أحصر نفسي ; وقيل : حصرني الشيء وأحصرني أي حبسني . وحصره يحصره حصرا : ضيق عليه وأحاط به . والحصير : الملك ، سمي بذلك ؛ لأنه محصور أي محجوب ; قال لبيد :
وقماقم غلب الرقاب كأنهم جن على باب الحصير قيام
الجوهري : ويروى : ومقامة غلب الرقاب على أن يكون غلب الرقاب بدلا من مقامة كأنه قال : ورب غلب الرقاب ، وروي : لدى طرف الحصير قيام ، والحصير : المحبس . وفي التنزيل : وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا وقال القتيبي : هو من حصرته أي حبسته ، فهو محصور . وهذا حصيره أي محبسه ، وحصره المرض : حبسه ، على المثل . وحصيرة التمر : الموضع الذي يحصر فيه ، وهو الجرين ، وذكره الأزهري بالضاد المعجمة ، وسيأتي ذكره . والحصار : المحبس كالحصير . والحصر والحصر : احتباس البطن . وقد حصر غائطه ، على ما لم يسم فاعله ، وأحصر . و الأصمعي اليزيدي : الحصر من الغائط ، والأسر من البول . : حصر بغائطه وأحصر ، بضم الألف . الكسائي ابن بزرج : يقال للذي به الحصر : محصور وقد حصر عليه بوله يحصر حصرا أشد الحصر ; وقد أخذه الحصر وأخذه الأسر شيء واحد ، وهو أن يمسك ببوله يحصر حصرا فلا يبول ; قال : ويقولون حصر عليه بوله وخلاؤه . ورجل حصر : كتوم للسر حابس له لا يبوح به ; قال جرير :
ولقد تسقطني الوشاة فصادفوا حصرا بسرك ، يا أميم ، ضنينا
وهم ممن يفضلون الحصور الذي يكتم السر في نفسه ، وهو الحصر . والحصير والحصور : الممسك البخيل الضيق ; ورجل حصر بالعطاء ; وروي بيت الأخطل باللغتين جميعا :
وشارب مربح بالكاس نادمني لا بالحصور ولا فيها بسوار
وحصر : بمعنى بخل . والحصور : الذي لا ينفق على الندامى . : ما رأيت أحدا أخلق للملك من معاوية ، كان الناس يردون منه أرجاء واد رحب ، ليس مثل الحصر العقص ; يعني ابن الزبير ابن عباس . الحصر : البخيل ، والعقص : الملتوي الصعب الأخلاق . ويقال : شرب القوم فحصر عليهم فلان ; أي بخل . وكل من امتنع من شيء لم يقدر عليه ، فقد حصر عنه ; ولهذا قيل : حصر في القراءة وحصر عن أهله . والحصور : الهيوب المحجم عن الشيء ، وعلى هذا فسر بعضهم بيت وفي حديث الأخطل : وشارب مربح . والحصور أيضا : الذي لا إربة له في النساء ، وكلاهما من ذلك أي من الإمساك والمنع . وفي التنزيل : وسيدا وحصورا قال : هو الذي لا يشتهي النساء ولا يقربهن . ابن الأعرابي الأزهري : رجل حصور إذا حصر عن النساء فلا يستطيعهن . والحصور : الذي لا يأتي النساء . وامرأة حصراء أي رتقاء . وفي حديث القبطي الذي أمر النبي ، صلى الله عليه وسلم ، عليا بقتله ، قال : فرفعت الريح ثوبه فإذا هو حصور ; هو الذي لا يأتي النساء ؛ لأنه حبس عن النكاح ومنع ، وهو فعول بمعنى مفعول ، وهو في هذا الحديث المجبوب الذكر والأنثيين ، وذلك أبلغ في الحصر لعدم آلة النكاح ، وأما العاقر فهو الذي يأتيهن ولا يولد له ، وكله من الحبس والاحتباس . ويقال : قوم محصرون إذا حوصروا في حصن ، وكذلك هم محصرون في الحج . قال الله ، عز وجل : فإن أحصرتم . والحصار : الموضع الذي يحصر فيه الإنسان ; تقول : حصروه حصرا وحاصروه ; وكذلك قول رؤبة :
مدحة محصور تشكى الحصرا
قال : يعني بالمحصور المحبوس . والإحصار : أن يحصر الحاج عن بلوغ المناسك بمرض أو نحوه . وفي حديث الحج : ; هو من ذلك الإحصار المنع والحبس . قال المحصر بمرض لا يحل حتى يطوف بالبيت الفراء : العرب تقول للذي يمنعه خوف أو مرض من الوصول إلى تمام حجه أو عمرته ، وكل ما لم يكن مقهورا كالحبس والسحر وأشباه ذلك ، يقال في المرض : قد أحصر ، وفي الحبس إذا حبسه سلطان أو قاهر مانع . قد حصر ، فهذا فرق بينهما ; ولو نويت بقهر السلطان أنها علة مانعة ولم تذهب إلى فعل الفاعل جاز لك أن تقول قد أحصر الرجل ، ولو قلت في أحصر من الوجع والمرض حصره ، أو الخوف جاز أن تقول حصر . وقوله ، عز وجل : وسيدا وحصورا يقال : إنه المحصر عن النساء لأنها علة فليس بمحبوس فعلى هذا فابن ، وقيل : سمي حصورا لأنه حبس عما يكون من الرجال . وحصرني الشيء وأحصرني : حبسني وأنشد لابن ميادة :
وما هجر ليلى أن تكون تباعدت عليك ، ولا أن أحصرتك شغول
في باب فعل وأفعل . وروى الأزهري عن يونس أنه قال : إذا رد الرجل عن وجه يريده فقد أحصر ، وإذا حبس فقد حصر . أبو عبيدة : حصر الرجل في الحبس وأحصر في السفر من مرض أو انقطاع به . قال : يقال أحصره المرض إذا منعه من السفر أو من حاجة يريدها ، وأحصره العدو إذا ضيق عليه فحصر أي ضاق صدره . ابن السكيت الجوهري : [ ص: 140 ] وحصره العدو يحصرونه إذا ضيقوا عليه وأحاطوا به ، وحاصروه محاصرة وحصارا . وقال أبو إسحاق النحوي : الرواية عن أهل اللغة أن يقال للذي يمنعه الخوف والمرض أحصر ، قال : ويقال للمحبوس حصر ; وإنما كان ذلك كذلك لأن الرجل إذا امتنع من التصرف فقد حصر نفسه فكأن المرض أحبسه أي جعله يحبس نفسه ، وقولك حصرته إنما هو حبسته لا أنه أحبس نفسه فلا يجوز فيه أحصر ; قال الأزهري : وقد صحت الرواية عن أنه قال : لا حصر إلا حصر العدو ، فجعله بغير ألف جائزا بمعنى قول الله ، عز وجل : ابن عباس فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي قال : وقال الله عز وجل : وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا أي محبسا ومحصرا . ويقال : حصرت القوم في مدينة ، بغير ألف ، وقد أحصره المرض أي منعه من السفر . وأصل الحصر والإحصار : المنع ; وأحصره المرض . وحصر في الحبس : أقوى من أحصر لأن القرآن جاء بها . والحصير : الطريق والجمع حصر ، عن ; وأنشد : ابن الأعرابي
لما رأيت فجاج البيد قد وضحت ولاح من نجد عادية حصر
نجد : جمع نجد كسحل وسحل . وعادية : قديمة . وحصر الشيء يحصره حصرا : استوعبه . والحصير : وجه الأرض ، والجمع أحصرة وحصر . والحصير : سفيفة تصنع من بردي وأسل ثم تفرش ، سمي بذلك ؛ لأنه يلي وجه الأرض ، وقيل : الحصير المنسوج ، سمي حصيرا لأنه حصرت طاقته بعضها مع بعض . والحصير : البارية . وفي الحديث : أفضل الجهاد وأكمله حج مبرور ثم لزوم الحصير ; وفي رواية أنه قال لأزواجه هذه ثم قال لزوم الحصر أي أنكن لا تعدن تخرجن من بيوتكن وتلزمن الحصر ; هو جمع الحصير الذي يبسط في البيوت ، وتضم الصاد وتسكن تخفيفا ; وقول أبي ذؤيب يصف ماء مزج به خمر :
تحدر عن شاهق كالحصي ر مستقبل الريح ، والفيء قر
يقول : تنزل الماء من جبل شاهق له طرائق كشطب الحصير . والحصير : البساط الصغير من النبات . والحصير : الجنب ، والحصيران : الجنبان . الأزهري : الجنب يقال له الحصير لأن بعض الأضلاع محصور مع بعض ; وقيل : الحصير ما بين العرق الذي يظهر في جنب البعير والفرس معترضا فما فوقه إلى منقطع الجنب . والحصير : لحم ما بين الكتف إلى الخاصرة ; وأما قول الهذلي :
وقالوا : تركنا القوم قد حصروا به ، ولا غرو أن قد كان ثم لحيم
قالوا : معنى حصروا به أي أحاطوا به . وحصيرا السيف : جانباه . وحصيره : فرنده الذي تراه كأنه مدب النمل ; قال زهير :
برجم كوقع الهندوانيأخلص الص ياقل منه عن حصير ورونق
وأرض محصورة ومنصورة ومضبوطة أي ممطورة . والحصار والمحصرة : حقيبة ; وقال الجوهري : وسادة تلقى على البعير ويرفع مؤخرها فتجعل كآخرة الرحل ويحشى مقدمها ، فيكون كقادمة الرحل ، وقيل : هو مركب يركب به الراضة ; وقيل : هو كساء يطرح على ظهره يكتفل به . وأحصرت الجمل وحصرته : جعلت له حصارا ، وهو كساء يجعل حول سنامه . وحصر البعير يحصره ويحصره حصرا واحتصره : شده بالحصار . والمحصرة : قتب صغير يحصر به البعير ويلقى عليه أداة الراكب . وفي حديث أبي بكر : أن سعدا الأسلمي قال : رأيته بالخذوات وقد حل سفرة معلقة في مؤخرة الحصار ; هو من ذلك . وفي حديث حذيفة : ; يقال : حصر به القوم أي أطافوا ; وقيل : هو عرق يمتد معترضا على جنب الدابة إلى ناحية بطنها فشبه الفتن بذلك ; وقيل : هو ثوب مزخرف منقوش إذا نشر أخذ القلوب بحسن صنعته ، وكذلك الفتنة تزين وتزخرف للناس ، وعاقبة ذلك إلى غرور . تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير أي تحيط بالقلوب