حفظ : الحفيظ : من صفات الله عز وجل ، لا يعزب عن حفظه الأشياء كلها مثقال ذرة في السماوات والأرض ، وقد حفظ على خلقه وعباده ما يعملون من خير أو شر ، وقد حفظ السماوات والأرض بقدرته ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم . وفي التنزيل العزيز : بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ . قال أبو إسحاق : أي القرآن في لوح محفوظ ، وهو أم الكتاب عند الله عز وجل ، وقال : وقرئت محفوظ ، وهو من نعت قوله بل هو قرآن مجيد محفوظ في لوح . وقال عز وجل : فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين ، وقرئ : خير حفظا نصب على التمييز ، ومن قرأ حافظا جاز أن يكون حالا وجاز أن يكون تمييزا . : الحفظ نقيض النسيان وهو التعاهد وقلة الغفلة . حفظ الشيء حفظا ، ورجل حافظ من قوم حفاظ وحفيظ عن اللحياني . وقد عدوه فقالوا : هو حفيظ علمك وعلم غيرك . وإنه لحافظ العين أي يغلبه النوم ; عن ابن سيده اللحياني وهو من ذلك لأن العين تحفظ صاحبها إذا لم يغلبها النوم . الأزهري : رجل حافظ وقوم حفاظ وهم الذين رزقوا حفظ ما سمعوا وقلما ينسون شيئا يعونه . غيره : والحافظ والحفيظ الموكل بالشيء يحفظه . يقال : فلان حفيظنا عليكم وحافظنا . والحفظة : الذين يحصون الأعمال ويكتبونها على بني آدم من الملائكة ، وهم الحافظون . وفي التنزيل : وإن عليكم لحافظين ولم يأت في القرآن مكسرا . وحفظ المال والسر حفظا : رعاه . وقوله تعالى : وجعلنا السماء سقفا محفوظا قال : حفظه الله من الوقوع على الأرض إلا بإذنه ، وقيل : محفوظا بالكواكب كما قال تعالى : الزجاج إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد . والاحتفاظ : خصوص الحفظ ; يقال : احتفظت بالشيء لنفسي ، ويقال : استحفظت فلانا مالا إذا سألته أن يحفظه لك ، واستحفظته سرا واستحفظه إياه : استرعاه . وفي التنزيل في أهل الكتاب : بما استحفظوا من كتاب الله أي استودعوه وأتمنوا عليه . واحتفظ الشيء لنفسه : خصها به . والتحفظ : قلة الغفلة في الأمور والكلام والتيقظ من السقطة كأنه على حذر من السقوط ; وأنشد ثعلب :
إني لأبغض عاشقا متحفظا لم تتهمه أعين وقلوب
والمحافظة : المواظبة على الأمر . وفي التنزيل العزيز : حافظوا على الصلوات أي صلوها في أوقاتها ، الأزهري : أي واظبوا على إقامتها في مواقيتها . ويقال : حافظ على الأمر والعمل وثابر عليه وحارص وبارك إذا داوم عليه . وحفظت الشيء حفظا أي حرسته ، وحفظته أيضا بمعنى استظهرته . والمحافظة : المراقبة . ويقال : إنه لذو حفاظ وذو محافظة إذا كانت له أنفة . والحفيظ : المحافظ ومنه قوله تعالى : وما أنا عليكم بحفيظ . ويقال : احتفظ بهذا الشيء أي احفظه . والتحفظ : التيقظ . وتحفظت الكتاب أي استظهرته شيئا بعد شيء . وحفظته الكتاب أي حملته على حفظه . واستحفظته : سألته أن يحفظه ، وحكى عن ابن بري القزاز قال : استحفظته الشيء جعلته عنده يحفظه ، يتعدى إلى مفعولين ، ومثله : كتبت الكتاب واستكتبته الكتاب . والمحافظة والحفاظ : الذب عن المحارم والمنع لها عند الحروب ، والاسم الحفيظة . والحفاظ : المحافظة على العهد والمحاماة على الحرم ومنعها من العدو . يقال : ذو حفيظة . وأهل الحفائظ : أهل الحفاظ وهم المحامون على عوراتهم الذابون عنها ; قال :
إنا أناس نلزم الحفاظا
وقيل : المحافظة الوفاء بالعقد والتمسك بالود . والحفيظة : الغضب لحرمة تنتهك من حرماتك أو جار ذي قرابة يظلم من ذويك أو عهد ينكث . والحفظة والحفيظة : الغضب ، والحفاظ كالحفظة ; وأنشد :
إنا أناس نمنع الحفاظا
وقال زهير في الحفيظة :
يسوسون أحلاما بعيدا أناتها وإن غضبوا جاء الحفيظة والجد
والمحفظات : الأمور التي تحفظ الرجل أي تغضبه إذا وتر في حميمه أو في جيرانه ; قال القطامي :
أخوك الذي لا تملك الحس نفسه وترفض ، عند المحفظات الكتائف
يقول : إذا استوحش الرجل من ذي قرابته فاضطغن عليه سخيمة لإساءة كانت منه إليه فأوحشته ، ثم رآه يضام زال عن قلبه ما احتقده عليه وغضب له فنصره وانتصر له من ظلمه . وحرم الرجل : محفظاته أيضا ، وقد أحفظه فاحتفظ أي أغضبه فغضب ; قال العجير السلولي :
بعيد من الشيء القليل احتفاظه عليك ومنزور الرضا حين يغضب
ولا يكون الإحفاظ إلا بكلام قبيح من الذي تعرض له وإسماعه إياه ما يكره . الأزهري : والحفظة اسم من الاحتفاظ عندما يرى من حفيظة الرجل يقولون أحفظته حفظة ; وقال العجاج :
مع الجلا ولائح القتير [ ص: 168 ] وحفظة أكنها ضميري
فسر : على غضبة أجنها قلبي ; وقال الآخر :
وما العفو إلا لامرئ ذي حفيظة متى يعف عن ذنب امرئ السوء يلجج
وفي حديث حنين : أردت أن أحفظ الناس وأن يقاتلوا عن أهليهم وأموالهم أي أغضبهم من الحفيظة الغضب . وفي الحديث أيضا : فبدرت مني كلمة أحفظته أي أغضبته . وقولهم : إن الحفائظ تذهب الأحقاد أي إذا رأيت حميمك يظلم حميت له وإن كان عليه في قلبك حقد . النضر : الحافظ هو الطريق البين المستقيم الذي ينقطع ، فأما الطريق الذي يبين مرة ثم ينقطع أثره ويمحي فليس بحافظ . واحفاظت الجيفة : انتفخت ، قاله ورواه ابن سيده الأزهري أيضا عن الليث ثم قال الأزهري : هذا تصحيف منكر ، والصواب اجفأظت ، بالجيم ، وروي عن الفراء أنه قال : الجفيظ المقتول المنتفخ ، بالجيم ، قال : وهكذا قرأت في نوادر ابن بزرج له بخط أبي الهيثم الذي عرفته له : اجفأظت ، بالجيم ، والحاء تصحيف ، قال الأزهري : وقد ذكر الليث هذا الحرف في كتاب الجيم ، أيضا قال : فظننت أنه كان متحيرا فيه فذكره في موضعين .