حلب : الحلب : استخراج ما في الضرع من اللبن ، يكون في الشاء والإبل والبقر . والحلب : مصدر حلبها يحلبها ويحلبها حلبا وحلبا وحلابا ، الأخيرة عن الزجاجي ، وكذلك احتلبها ، فهو حالب . وفي حديث الزكاة : ومن حقها حلبها على الماء ، وفي رواية : حلبها يوم وردها . يقال : حلبت الناقة والشاة حلبا ، بفتح اللام ; والمراد بحلبها على الماء ليصيب الناس من لبنها . وفي الحديث أنه قال لقوم : لا تسقوني حلب امرأة ; وذلك أن حلب النساء عيب عند العرب يعيرون به ، فلذلك تنزه عنه ; وفي حديث أبي ذر : هل يوافقكم عدوكم حلب شاة نثور ؟ أي وقت حلب شاة ، فحذف المضاف . وقوم حلبة ; وفي المثل : شتى حتى تئوب الحلبة ، ولا تقل الحلمة ، لأنهم إذا اجتمعوا لحلب النوق اشتغل كل واحد منهم بحلب ناقته أو حلائبه ، ثم يئوب الأول فالأول منهم ; قال الشيخ أبو محمد بن بري : هذا المثل ذكره الجوهري : شتى تئوب الحلبة ، وغيره ، فجعل بدل شتى حتى ، ونصب بها تئوب ; قال : والمعروف هو الذي ذكره ابن القطاع الجوهري ، وكذلك ذكره أبو عبيد ، وقال : أصله أنهم كانوا يوردون إبلهم الشريعة والحوض جميعا ، فإذا صدروا تفرقوا إلى منازلهم ، فحلب كل واحد منهم في أهله على حياله ; وهذا المثل ذكره والأصمعي أبو عبيد في باب أخلاق الناس في اجتماعهم وافتراقهم ; ومثله :
الناس إخوان ، وشتى في الشيم وكلهم يجمعهم بيت الأدم
الأزهري أبو عبيد : حلبت حلبا مثل طلبت طلبا وهربت هربا . والحلوب : ما يحلب ; قال كعب بن سعد الغنوي يرثي أخاه :
يبيت الندى يا أم عمرو ضجيعه إذا لم يكن ، في المنقيات حلوب
حليم ، إذا ما الحلم زين أهله مع الحلم ، في عين العدو مهيب
[ ص: 190 ] إذا ما تراءاه الرجال تحفظوا فلم تنطق العوراء ، وهو قريب
المنقيات : ذوات النقي ، وهو الشحم ; يقال : ناقة منقية ، إذا كانت سمينة وكذلك الحلوبة وإنما جاء بالهاء لأنك تريد الشيء الذي يحلب أي الشيء الذي اتخذوه ليحلبوه ، وليس لتكثير الفعل وكذلك القول في الركوبة وغيرها . وناقة حلوبة وحلوب : للتي تحلب ، والهاء أكثر ، لأنها بمعنى مفعولة . قال ثعلب : ناقة حلوبة : محلوبة ; وقول صخر الغي :
ألا قولا لعبد الجهل : إن الصحيحة لا تحالبها الثلوث
أراد : لا تصابرها على الحلب ، وهذا نادر . وفي الحديث : أي ذات اللبن . يقال : ناقة حلوب أي هي مما يحلب ; والحلوب والحلوبة سواء ; وقيل : الحلوب الاسم ، والحلوبة الصفة ; وقيل : الواحدة والجماعة ; ومنه حديث إياك والحلوب أم معبد : أي شاة تحلب ، ورجل حلوب حالب ; وكذلك كل فعول إذا كان في معنى مفعول ، تثبت فيه الهاء ، وإذا كان في معنى فاعل ، لم تثبت فيه الهاء . وجمع الحلوبة حلائب وحلب ; قال ولا حلوبة في البيت اللحياني : كل فعولة من هذا الضرب من الأسماء إن شئت أثبت فيه الهاء ، وإن شئت حذفته . وحلوبة الإبل والغنم : الواحدة فما زادت ; وقال : ومن العرب من يجعل الحلوب واحدة ، وشاهده بيت ابن بري كعب بن سعد الغنوي يرثي أخاه :
إذا لم يكن في المنقيات حلوب
ومنهم من يجعله جمعا ، وشاهده قول نهيك بن إساف الأنصاري :
تقسم جيراني حلوبي كأنما تقسمها ذؤبان زور ومنور
أي تقسم جيراني حلائبي ; وزور ومنور : حيان من أعدائه ; وكذلك الحلوبة تكون واحدة وجمعا ، فالحلوبة الواحدة ; شاهده قول الشاعر :
ما إن رأينا في الزمان ذي الكلب حلوبة واحدة ، فتحتلب
والحلوبة للجميع ; شاهده قول الجميح بن منقذ :
لما رأت إبلي ، قلت حلوبتها وكل عام عليها عام تجنيب
والتجنيب : قلة اللبن يقال : أجنبت الإبل إذا قل لبنها . التهذيب : أنشد الباهلي للجعدي :
وبنو فزارة إنها لا تلبث الحلب الحلائب
قال : حكي عن أنه قال : لا تلبث الحلائب حلب ناقة ، حتى تهزمهم . قال وقال بعضهم : لا تلبث الحلائب أن يحلب عليها ، تعاجلها قبل أن تأتيها الأمداد . قال : وهذا زعم أثبت . الأصمعي اللحياني : هذه غنم حلب ، بسكون اللام ، للضأن والمعز . قال : وأراه مخففا عن حلب . وناقة حلوب : ذات لبن ، فإذا صيرتها اسما ، قلت : هذه الحلوبة لفلان ; وقد يخرجون الهاء من الحلوبة ، وهم يعنونها ، ومثله الركوبة والركوب لما يركبون ، وكذلك الحلوب والحلوبة لما يحلبون . والمحلب ، بالكسر ، والحلاب : الإناء الذي يحلب فيه اللبن ; قال :
صاح ! هل ريت ، أو سمعت براع رد في الضرع ما قرا في الحلاب ؟
ويروى : في العلاب ; وجمعه المحالب . وفي الحديث : فإن رضي حلابها أمسكها . الحلاب : اللبن الذي تحلبه . وفي الحديث : ; قال كان إذا اغتسل دعا بشيء مثل الحلاب ، فأخذ بكفه ، فبدأ بشق رأسه الأيمن ، ثم الأيسر ابن الأثير . وقد رويت بالجيم . وحكي عن الأزهري أنه قال : قال أصحاب المعاني إنه الحلاب ، وهو ما يحلب فيه الغنم كالمحلب سواء ، فصحف ; يعنون أنه كان يغتسل من ذلك الحلاب أي يضع فيه الماء الذي يغتسل منه . قال : واختار الجلاب ، بالجيم ، وفسره بماء الورد . قال : وفي هذا الحديث في كتاب إشكال ، وربما ظن أنه تأوله على الطيب ، فقال : باب من بدأ بالحلاب والطيب عند الغسل . قال : وفي بعض النسخ : أو الطيب ، ولم يذكر في هذا الباب غير هذا الحديث ، أنه البخاري . قال : وأما مسلم فجمع الأحاديث الواردة في هذا المعنى ، في موضع واحد ، وهذا الحديث منها . قال : وذلك من فعله ، يدلك على أنه أراد الآنية والمقادير . قال : ويحتمل أن يكون كان إذا اغتسل دعا بشيء مثل الحلاب ما أراد إلا الجلاب ، بالجيم ، ولهذا ترجم الباب به ، وبالطيب ، ولكن الذي يروى في كتابه إنما هو بالحاء ، وهو بها أشبه ، لأن الطيب ، لمن يغتسل بعد الغسل ، أليق منه قبله وأولى ؛ لأنه إذا بدأ به ثم اغتسل أذهبه الماء . والحلب ، بالتحريك : اللبن المحلوب ، سمي بالمصدر ، ونحوه كثير . والحليب : كالحلب ، وقيل : الحلب : المحلوب من اللبن والحليب ما لم يتغير طعمه ; وقوله أنشده البخاري ثعلب :
كان ربيب حلب وقارص
قال : عندي أن الحلب هاهنا ، هو الحليب لمعادلته إياه بالقارص ، حتى كأنه قال : كان ربيب لبن حليب ، ولبن قارص ، وليس هو الحلب الذي هو اللبن المحلوب . ابن سيده الأزهري الحلب : اللبن الحليب ; تقول : شربت لبنا حليبا وحلبا ; واستعار بعض الشعراء الحليب لشراب التمر فقال يصف النخل :
لها حليب كأن المسك خالطه يغشى الندامى عليه الجود والرهق
والإحلابة : أن تحلب لأهلك وأنت في المرعى لبنا ، ثم تبعث به إليهم ، وقد أحلبهم . واسم اللبن : الإحلابة أيضا . قال أبو منصور : وهذا مسموع عن العرب ، صحيح ; ومنه الإعجالة والإعجالات . وقيل : الإحلابة ما زاد على السقاء من اللبن ، إذا جاء به الراعي حين يورد إبله وفيه اللبن ، فما زاد على السقاء فهو إحلابة الحي . وقيل : الإحلاب [ ص: 191 ] والإحلابة من اللبن أن تكون إبلهم في المرعى ، فمهما حلبوا جمعوا ، فبلغ وسق بعير حملوه إلى الحي . تقول منه : أحلبت أهلي . يقال قد جاء بإحلابين وثلاثة أحاليب ، وإذا كانوا في الشاء والبقر ، ففعلوا ما وصفت ، قالوا جاءوا بإمخاضين وثلاثة أماخيض . : ناقة حلباة ركباة أي ذات لبن تحلب وتركب ، وهي أيضا الحلبانة والركبانة . ابن الأعرابي : وقالوا : ناقة حلبانة وحلباة وحلبوت : ذات لبن ; كما قالوا ركبانة وركباة وركبوت ; قال الشاعر يصف ناقة : ابن سيده
أكرم لنا بناقة ألوف حلبانة ، ركبانة ، صفوف
تخلط بين وبر وصوف
قوله : ركبانة : تصلح للركوب وقوله صفوف : أي تصف أقداحا من لبنها ، إذا حلبت ، لكثرة ذلك اللبن . وفي حديث نقادة الأسدي : أي غزيرة تحلب ، وذلولا تركب ، فهي صالحة للأمرين ; وزيدت الألف والنون في بنائهما ، للمبالغة . وحكى أبغني ناقة حلبانة ركبانة أبو زيد : ناقة حلبات ، بلفظ الجمع ، وكذلك حكى : ناقة ركبات وشاة تحلبة وتحلبة وتحلبة إذا خرج من ضرعها شيء قبل أن ينزى عليها ، وكذلك الناقة التي تحلب قبل أن تحمل ، عن . وحلبه الشاة والناقة : جعلهما له يحلبهما ، وأحلبه إياهما كذلك ; وقوله : السيرافي
موالي حلف ، لا موالي قرابة ولكن قطينا يحلبون الأتاويا
فإنه جعل الإحلاب بمنزلة الإعطاء ، وعدى يحلبون إلى مفعولين في معنى يعطون . وفي الحديث : أي لمرتهنه أن يأكل لبنه ، بقدر نظره عليه ، وقيامه بأمره وعلفه . وأحلب الرجل : ولدت إبله إناثا ; وأجلب : ولدت له ذكورا . ومن كلامهم : أأحلبت أم أجلبت ؟ فمعنى أأحلبت : أنتجت نوقك إناثا ؟ ومعنى أم أجلبت : أم نتجت ذكورا ؟ وقد ذكر ذلك في ترجمة جلب . قال : ويقال : ما له أجلب ولا أحلب ؟ أي نتجت إبله كلها ذكورا ، ولا نتجت إناثا فتحلب . وفي الدعاء على الإنسان : ما له حلب ولا جلب ، عن الرهن محلوب ; ولم يفسره قال ابن الأعرابي : ولا أعرف وجهه . ويدعو الرجل على الرجل فيقول : ما له أحلب ولا أجلب ، ومعنى أحلب أي ولدت إبله الإناث دون الذكور ، ولا أجلب : إذا دعا لإبله أن لا تلد الذكور ، لأنه المحق الخفي لذهاب اللبن وانقطاع النسل . واستحلب اللبن : استدره . وحلبت الرجل أي حلبت له ، تقول منه : احلبني أي اكفني الحلب ، وأحلبني ، بقطع الألف ، أي أعني على الحلب . والحلبتان : الغداة والعشي ، عن ابن سيده ; وإنما سميتا بذلك للحلب الذي يكون فيهما . وهاجرة حلوب : تحلب العرق . وتحلب العرق وانحلب : سال . وتحلب بدنه عرقا : سال عرقه ; أنشد ابن الأعرابي ثعلب :
وحبشيين ، إذا تحلبا قالا نعم ، قالا نعم ، وصوبا
تحلبا : عرقا . وتحلب فوه : سال ، وكذلك تحلب الندى إذا سال ; وأنشد :
وظل كتيس الرمل ، ينفض متنه أذاة به من صائك متحلب
شبه الفرس بالتيس الذي تحلب عليه صائك المطر من الشجر ; والصائك : الذي تغير لونه وريحه . وفي حديث رضي الله عنهما ، قال : رأيت ابن عمر عمر يتحلب فوه ، فقال : أشتهي جرادا مقلوا ; أي يتهيأ رضابه للسيلان ; وفي حديث طهفة : ونستحلب الصبير أي نستدر السحاب . وتحلبت عيناه وانحلبتا ; قال :
وانحلبت عينه من طول الأسى
وحوالب البئر : منابع مائها ، وكذلك حوالب العيون الفوارة ، وحوالب العيون الدامعة ; قال : الكميت
تدفق جودا ، إذا ما الب حار غاضت حوالبها الحفل
أي غارت موادها . ودم حليب : طري ، عن السكري ; قال عبد بن حبيب الهذلي :
هدوءا ، تحت أقمر مستكف يضيء علالة العلق الحليب
والحلب من الجباية مثل الصدقة ونحوها مما لا يكون وظيفة معلومة : وهي الإحلاب في ديوان الصدقات ، وقد تحلب الفيء . الأزهري أبو زيد : بقرة محل ، وشاة محل ، وقد أحلت إحلالا إذا حلبت ، بفتح الحاء ، قبل ولادها ; قال : وحلبت أي أنزلت اللبن قبل ولادها . والحلبة : الدفعة من الخيل في الرهان خاصة ، والجمع حلائب على غير قياس ; قال الأزهري : ولا يقال للواحد منها حليبة ولا حلابة ; وقال العجاج :
وسابق الحلائب اللهم
يريد جماعة الحلبة . والحلبة ، بالتسكين : خيل تجمع للسباق من كل أوب ، لا تخرج من موضع واحد ، ولكن من كل حي ; وأنشد أبو عبيدة :
نحن سبقنا الحلبات الأربعا الفحل والقرح في شوط معا
وهو كما يقال للقوم إذا جاءوا من كل أوب للنصرة قد أحلبوا . الأزهري : إذا جاء القوم من كل وجه ، فاجتمعوا لحرب أو غير ذلك ، قيل : قد أحلبوا ; وأنشد :
إذا نفر منهم رؤبة أحلبوا على عامل جاءت منيته تعدو
: أحلب بنو فلان مع بني فلان إذا جاءوا أنصارا لهم . والمحلب : الناصر ; قال ابن شميل بشر بن أبي خازم :
وينصره قوم غضاب عليكم متى تدعهم ، يوما ، إلى الروع ، يركبوا
أشار بهم ، لمع الأصم ، فأقبلوا [ ص: 192 ] عرانين لا يأتيه ، للنصر ، محلب
قوله : لمع الأصم أي كما يشير الأصم بإصبعه ، والضمير في أشار يعود على مقدم الجيش ; وقوله : محلب ، يقول : لا يأتيه أحد ينصره من غير قومه وبني عمه . وعرانين : رؤساء . وقال في التهذيب : كأنه قال لمع لمع الأصم لأن الأصم لا يسمع الجواب ، فهو يديم اللمع ، وقوله : لا يأتيه محلب أي لا يأتيه معين من غير قومه إذا كان المعين من قومه ، لم يكن محلبا ; وقال :
صريح محلب من أهل نجد لحي بين أثلة والنجام
وحالبت الرجل إذا نصرته وعاونته . وحلائب الرجل : أنصاره من بني عمه خاصة ; قال الحارث بن حلزة :
ونحن ، غداة العين ، لما دعوتنا منعناك ، إذ ثابت عليك الحلائب
وحلب القوم يحلبون حلبا وحلوبا : اجتمعوا وتألبوا من كل وجه . وأحلبوا عليك : اجتمعوا وجاءوا من كل أوب . وأحلب القوم أصحابهم : أعانوهم . وأحلب الرجل غير قومه : دخل بينهم فأعان بعضهم على بعض ، وهو رجل محلب . وأحلب الرجل صاحبه إذا أعانه على الحلب . وفي المثل : ليس لها راع ، ولكن حلبة ; يضرب للرجل ، يستعينك فتعينه ، ولا معونة عنده . وفي حديث : ظن أن سعد بن معاذ الأنصار لا يستحلبون له على ما يريد ; أي لا يجتمعون ; يقال : أحلب القوم واستحلبوا ; أي اجتمعوا للنصرة والإعانة ، وأصل الإحلاب الإعانة على الحلب ; ومن أمثالهم :
لبث قليلا يلحق الحلائب
يعني الجماعات . ومن أمثالهم : حلبت بالساعد الأشد أي استعنت بمن يقوم بأمرك ويعنى بحاجتك . ومن أمثالهم في المنع : ليس في كل حين أحلب فأشرب ; قال الأزهري : هكذا رواه المنذري عن أبي الهيثم ; قال أبو عبيد : وهذا المثل يروى عن ، قاله في حديث سئل عنه ، وهو يضرب في كل شيء يمنع . قال ، وقد يقال : ليس كل حين أحلب فأشرب . ومن أمثالهم : حلبت حلبتها ، ثم أقلعت ; يضرب مثلا للرجل يصخب ويجلب ، ثم يسكت من غير أن يكون منه شيء غير جلبته وصياحه . والحالبان : عرقان يبتدان الكليتين من ظاهر البطن ، وهما أيضا عرقان أخضران يكتنفان السرة إلى البطن ; وقيل هما عرقان مستبطنا القرنين . سعيد بن جبير الأزهري : وأما قول الشماخ :
توائل من مصك ، أنصبته حوالب أسهريه بالذنين
فإن أبا عمرو قال : أسهراه : ذكره وأنفه ، وحوالبهما : عروق تمد الذنين من الأنف ، والمذي من قضيبه . ويروى حوالب أسهرته ، يعني عروقا يذن منها أنفه . والحلب : الجلوس على ركبة وأنت تأكل ; يقال : احلب فكل . وفي الحديث : كان إذا دعي إلى طعام جلس جلوس الحلب ; هو الجلوس على الركبة ليحلب الشاة . يقال : احلب فكل أي اجلس ، وأراد به جلوس المتواضعين . : حلب يحلب : إذا جلس على ركبتيه . ابن الأعرابي أبو عمرو : الحلب : البروك ، والشرب : الفهم . يقال : حلب يحلب حلبا إذا برك ; وشرب يشرب شربا إذا فهم . ويقال للبليد : احلب ثم اشرب . والحلباء : الأمة الباركة من كسلها ; وقد حلبت تحلب إذا بركت على ركبتيها . وحلب كل شيء : قشره ، عن كراع . والحلبة والحلبة : الفريقة . وقال أبو حنيفة : الحلبة نبتة لها حب أصفر ، يتعالج به ، ويبيت فيؤكل . والحلبة : العرفج والقتاد . وصار ورق العضاه حلبة إذا خرج ورقه وعسا واغبر ، وغلظ عوده وشوكه . والحلبة : نبت معروف ، والجمع حلب . وفي حديث : خالد بن معدان لو يعلم الناس ما في الحلبة لاشتروها ، ولو بوزنها ذهبا . قال ابن الأثير : الحلبة : حب معروف ; وقيل : هو من ثمر العضاه ; قال : وقد تضم اللام . والحلب : نبات ينبت في القيظ بالقيعان ، وشطآن الأودية ، ويلزق بالأرض ، حتى يكاد يسوخ ، ولا تأكله الإبل ، إنما تأكله الشاء والظباء ، وهي مغزرة مسمنة ، وتحتبل عليها الظباء . يقال : تيس حلب ، وتيس ذو حلب ، وهي بقلة جعدة ، غبراء في خضرة ، تنبسط على الأرض ، يسيل منها اللبن ، إذا قطع منها شيء ; قال النابغة يصف فرسا :
بعاري النواهق ، صلت الجبين يستن ، كالتيس ذي الحلب
ومنه قوله :
أقب كتيس الحلب الغذوان
وقال أبو حنيفة : الحلب نبت ينبسط على الأرض ، وتدوم خضرته ، له ورق صغار ، يدبغ به . وقال أبو زياد : من الخلفة الحلب ، وهي شجرة تسطح على الأرض ، لازقة بها ، شديدة الخضرة ، وأكثر نباتها حين يشتد الحر . قال ، وعن الأعراب القدم : الحلب يسلنطح على الأرض ، له ورق صغار مر ، وأصل يبعد في الأرض ، وله قضبان صغار ، وسقاء حلبي ومحلوب ، الأخيرة عن أبي حنيفة ، دبغ بالحلب ; قال الراجز :
دلو تمأى ، دبغت بالحلب
تمأى أي اتسع . : أسرع الظباء تيس الحلب ، لأنه قد رعى الربيع والربل ; والربل ما تربل من الريحة في أيام الصفرية ، وهي عشرون يوما من آخر القيظ ، والريحة تكون من الحلب ، والنصي والرخامى والمكر ، وهو أن يظهر النبت في أصوله ، فالتي بقيت من العام الأول ، في الأرض ترب الثرى أي تلزمه . والمحلب : شجر له حب يجعل في الطيب ، واسم ذلك الطيب المحلبية ، على النسب إليه ; قال الأصمعي أبو حنيفة : لم يبلغني أنه ينبت بشيء من بلاد العرب . وحب المحلب : دواء من الأفاويه ، وموضعه المحلبية . والحلبلاب : نبت تدوم خضرته في القيظ ، وله ورق أعرض من الكف ، تسمن عليه الظباء والغنم ; وقيل : هو نبات سهلي ثلاثي كسرطراط ، وليس برباعي ، لأنه ليس في الكلام كسفرجال . وحلاب ، بالتشديد : اسم فرس لبني تغلب . التهذيب : حلاب من أسماء خيل العرب [ ص: 193 ] السابقة . أبو عبيدة : حلاب من نتاج الأعوج . الأزهري ، عن شمر : يوم حلاب ، ويوم هلاب ، ويوم همام ، ويوم صفوان وملحان وشيبان ; فأما الهلاب فاليابس بردا ، وأما الحلاب ففيه ندى ، وأما الهمام فالذي قد هم بالبرد . وحلب : مدينة بالشام ; وفي التهذيب : حلب اسم بلد من الثغور الشامية . وحلبان : اسم موضع ; قال المخبل السعدي :
صرموا لأبرهة الأمور ، محلها حلبان ، فانطلقوا مع الأقوال
ومحلبة ومحلب : موضعان ، الأخيرة عن ; وأنشد : ابن الأعرابي
يا جار حمراء ، بأعلى محلب مذنبة ، فالقاع غير مذنب
لا شيء أخزى من زناء الأشيب
قوله : مذنبة ، فالقاع غير مذنب
يقول : هي المذنبة لا القاع ، لأنه نكحها ثم . : الحلب السود من كل الحيوان . قال : والحلب الفهماء من الرجال . ابن الأعرابي الأزهري : الحلبوب اللون الأسود ; قال رؤبة :
واللون ، في حوته ، حلبوب
والحلبوب : الأسود من الشعر وغيره . يقال : أسود حلبوب أي حالك . : أسود حلبوب وسحكوك وغربيب ; وأنشد : ابن الأعرابي
أما تراني ، اليوم ، عشا ناخصا أسود حلبوبا ، وكنت وابصا
عشا ناخصا : قليل اللحم مهزولا . ووابصا : براقا .