متع : متع النبيذ يمتع متوعا : اشتدت حمرته . ونبيذ ماتع أي شديد الحمرة . ومتع الحبل : اشتد . وحبل ماتع : جيد الفتل . ويقال للجبل الطويل : ماتع ، ومنه حديث كعب والدجال : يسخر معه جبل ماتع خلاطه ثريد أي طويل شاهق . ومتع الرجل ومتع : جاد وظرف ، وقيل : كل ما جاد فقد متع ، وهو ماتع . والماتع من كل شيء : البالغ في الجودة الغاية في بابه ، وأنشد :
خذه فقد أعطيته جيدا قد أحكمت صنعته ماتعا
وقد ذكر الله تعالى المتاع والتمتع والاستمتاع والتمتيع في مواضع من كتابه ، ومعانيها وإن اختلفت راجعة إلى أصل واحد . قال الأزهري : فأما المتاع في الأصل فكل شيء ينتفع به ويتبلغ به ويتزود والفناء يأتي عليه في الدنيا . والمتعة والمتعة : العمرة إلى الحج ، وقد تمتع واستمتع . وقوله تعالى : فمن تمتع بالعمرة إلى الحج صورة المستمتع بالعمرة إلى الحج أن يحرم بالعمرة في أشهر الحج فإذا أحرم بالعمرة بعد إهلاله شوالا فقد صار متمتعا بالعمرة إلى الحج ، وسمي متمتعا بالعمرة إلى الحج لأنه إذا قدم مكة وطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة حل من عمرته وحلق رأسه وذبح نسكه الواجب عليه لتمتعه ، وحل له كل شيء كان حرم عليه في إحرامه من النساء والطيب ، ثم ينشئ بعد ذلك إحراما جديدا للحج وقت نهوضه إلى منى أو قبل ذلك من غير أن يجب عليه الرجوع إلى الميقات الذي أنشأ منه عمرته ، فذلك تمتعه بالعمرة إلى الحج أي انتفاعه وتبلغه بما انتفع به من حلاق وطيب وتنظف وقضاء تفث وإلمام بأهله ، إن كانت معه ، وكل هذه الأشياء كانت محرمة عليه فأبيح له أن يحل وينتفع بإحلال هذه الأشياء كلها مع ما سقط عنه من الرجوع إلى الميقات والإحرام منه بالحج ، فيكون قد تمتع بالعمرة في أيام الحج أي انتفع ; لأنهم كانوا لا يرون العمرة في أشهر الحج فأجازها الإسلام ، ومن هاهنا قال : إن المتمتع أخف حالا من القارن فافهمه ، وروي عن الشافعي قال : من اعتمر في أشهر الحج في شوال أو ذي القعدة أو ذي الحجة قبل الحج فقد استمتع . والمتعة : التمتع بالمرأة لا تريد إدامتها لنفسك ، ومتعة التزويج بمكة منه ، وأما قول الله - عز وجل - في سورة النساء بعقب ما حرم من النساء فقال : ابن عمر وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين - أي عاقدي النكاح الحلال غير زناة - فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ، فإن الزجاج ذكر أن هذه آية غلط فيها قوم غلطا عظيما لجهلهم باللغة ، وذلك أنهم ذهبوا إلى قوله فما استمتعتم به منهن من المتعة التي قد أجمع أهل العلم أنها حرام ، وإنما معنى فما استمتعتم به منهن ، فما نكحتم منهن على الشريطة التي جرى في الآية أنه الإحصان تبتغوا بأموالكم محصنين أي عاقدين التزويج أي فما استمتعتم به منهن على عقد التزويج الذي جرى ذكره فآتوهن أجورهن فريضة أي مهورهن ، فإن استمتع بالدخول بها آتى المهر تاما ، وإن استمتع بعقد النكاح آتى نصف المهر ، قال الأزهري : المتاع في اللغة كل ما انتفع به فهو متاع ، وقوله تعالى : ومتعوهن على الموسع قدره ، ليس بمعنى زودوهن المتع ، إنما معناه أعطوهن ما يستمتعن ، وكذلك قوله : وللمطلقات متاع بالمعروف ، قال : ومن زعم أن قوله فما استمتعتم به منهن التي هي الشرط في التمتع الذي يفعله الرافضة ، فقد أخطأ خطأ عظيما ; لأن الآية واضحة بينة ، قال : فإن احتج محتج من الروافض بما يروى عن أنه كان يراها حلالا وأنه كان يقرأها فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى ، فالثابت عندنا أن ابن عباس كان يراها حلالا ، ثم لما وقف على نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - رجع عن إحلالها ، قال ابن عباس عطاء : سمعت يقول : ما كانت المتعة إلا رحمة رحم الله بها أمة ابن عباس محمد - صلى الله عليه وسلم - فلولا نهيه عنها ما احتاج إلى الزنا أحد إلا شفى والله ، ولكأني أسمع قوله : إلا شفى ، عطاء القائل ، قال عطاء : فهي التي في سورة النساء فما استمتعتم به منهن إلى كذا وكذا من الأجل على كذا وكذا شيئا مسمى ، فإن بدا لهما أن يتراضيا بعد الأجل وإن تفرقا فهم وليس بنكاح ، قال الأزهري : وهذا حديث صحيح وهو الذي يبين أن صح له نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن المتعة الشرطية وأنه رجع عن إحلالها إلى تحريمها ، وقوله إلا شفى أي إلا أن يشفي أي يشرف على الزنا ولا يواقعه ، أقام الاسم وهو الشفى مقام المصدر الحقيقي ، وهو الإشفاء على الشيء ، وحرف كل شيء شفاه ، ومنه قوله تعالى : ابن عباس على شفا جرف هار ، وأشفى على الهلاك إذا أشرف عليه ، وإنما بينت هذا البيان لئلا يغر بعض الرافضة غرا من المسلمين فيحل له ما حرمه الله - عز وجل - على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - فإن النهي عن المتعة الشرطية صح من جهات لو لم يكن فيه غير ما روي عن أمير المؤمنين - رضي الله عنه - ونهيه علي بن أبي طالب عنها لكان كافيا ، وهي المتعة كانت ينتفع بها إلى أمد معلوم ، وقد كان مباحا في أول الإسلام ثم حرم ، وهو الآن جائز عند ابن عباس الشيعة ، ومتع النهار يمتع متوعا : ارتفع وبلغ غاية ارتفاعه قبل الزوال ، ومنه قول الشاعر :وأدركنا بها حكم بن عمرو وقد متع النهار بنا فزالا
يسبح الآل على أعلامها وعلى البيد ، إذا اليوم متع
ومنا ، غداة الروع ، فتيان نجدة إذا متعت بعد الأكف الأشاجع
منايا يقربن الحتوف من أهلها جهارا ويستمتعن بالأنس الجبل
سحق يمتعها الصفا وسريه عم نواعم ، بينهن كروم
إلى خير دين سنة قد علمته وميزانه في سورة المجد ماتع
خليلين من شعبين شتى تجاورا قليلا وكانا بالتفرق أمتعا
ولكنما أجدى وأمتع جده بفرق يخشيه ، بهجهج ، ناعقه
من آل نبهان يبغي صحبه متعا
أي يبغي لأصحابه صيدا يعيشون به ، والمتع جمع متعة . قال الليث : ومنهم من يقول متعة ، وجمعها متع ، وقيل : المتعة الزاد القليل ، وجمعها متع . قال الأزهري : وكذلك قوله تعالى : ياقوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع ، أي بلغة يتبلغ به لا بقاء له . ويقال : لا يمتعني هذا الثوب أي لا يبقى لي ، ومنه يقال : أمتع الله بك . أبو عبيدة في قوله فأمتعه أي أؤخره ، ومنه يقال : أمتعك الله بطول العمر ، وأما قول بعض العرب يهجو امرأته :
لو جمع الثلاث والرباع وحنطة الأرض التي تباع
لم تره إلا هو المتاع
فإنه هجا امرأته . والثلاث والرباع : أحدهما كيل معلوم ، والآخر [ ص: 15 ] وزن معلوم يقول : لو جمع لها ما يكال أو يوزن لم تره المرأة إلا متعة قليلة . قال الله - عز وجل - : ما هذه الحياة الدنيا إلا متاع ، وقول الله - عز وجل - : ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم جاء في التفسير : أنه عنى ببيوت غير مسكونة الخانات والفنادق التي تنزلها السابلة ولا يقيمون فيها إلا مقام ظاعن ، وقيل : إنه عنى بها الخرابات التي يدخلها أبناء السبيل للانتفاص من بول أو خلاء ، ومعنى قوله - عز وجل - : فيها متاع لكم أي منفعة لكم تقضون فيها حوائجكم مستترين عن الأبصار ورؤية الناس ، فذلك المتاع والله أعلم بما أراد . وقال : المتاع من أمتعة البيت ما يستمتع به الإنسان في حوائجه ابن المظفر
وكذلك كل شيء ، قال : والدنيا متاع الغرور ، يقول : إنما العيش متاع أيام ثم يزول أي بقاء أيام . والمتاع : السلعة . والمتاع أيضا : المنفعة وما تمتعت به . وفي حديث : قالوا يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لولا متعتنا به أي تركتنا ننتفع به . وفي الحديث : ابن الأكوع أنه حرم المدينة ورخص في متاع الناصح ، أراد أداة البعير التي تؤخذ من الشجر فسماها متاعا . والمتاع : كل ما ينتفع به من عروض الدنيا قليلها وكثيرها . ومتع بالشيء : ذهب به يمتع متعا . يقال : لئن اشتريت هذا الغلام لتمتعن منه بغلام صالح أي لتذهبن به ، قال المشعث :
تمتع يا مشعث ، إن شيئا سبقت به الممات ، هو المتاع
من متع أعداء وحوض تهدمه
وماتع : اسم .