ومنهم من حباه الحق بجزيل الفواتح ، وحماه عن وبيل الفوادح ، ، المكتفي بكفاية الكافي ، اكتفى فاشتفى . أبو نصر بشر بن الحارث الحافي
وقيل : إن . التصوف الاكتفاء للاعتلاء ، والاشتفاء من الابتلاء
سمعت عبد الله بن محمد بن جعفر يقول : سمعت عبد الله بن محمد يقول : سمعت يقول : سمعت محمد بن داود الدينوري محمد بن الصلت يقول : سمعت - وسئل ما كان بدء أمرك لأن اسمك بين الناس كأنه اسم نبي - قال : " هذا من فضل الله ، وما أقول لكم كنت رجلا عيارا صاحب عصبة ، فجزت يوما فإذا أنا بقرطاس في الطريق ، فرفعته فإذا فيه : بسم الله الرحمن الرحيم . فمسحته وجعلته في جيبي ، وكان عندي درهمان ما كنت أملك غيرهما ، فذهبت إلى العطارين فاشتريت بهما غالية ، ومسحته في القرطاس ، فنمت تلك الليلة ، فرأيت في المنام كأن قائلا يقول لي : يا بشر بن الحارث ، بشر بن الحارث . ثم كان ما كان " . رفعت اسمنا عن الطريق وطيبته ، لأطيبن اسمك في الدنيا والآخرة
حدثنا محمد بن علي ، ثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم ، قال : سمعت أحمد بن محمد بن البراء يقول : سمعت سفيان بن محمد المصيصي يقول : في النوم ، فقلت : ما فعل الله تعالى بك ؟ قال : " غفر لي وأباح لي نصف الجنة بشر بن الحارث ، وقال لي : يا رأيت بشر ، لو سجدت على الجمر ما أديت شكر ما جعلت لك في قلوب عبادي " .
حدثنا الشيخ الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله ، قال : أنبأنا الحسين بن [ ص: 337 ] محمد بن العباس الزجاجي الفقيه ، ثنا محمد بن جعفر الفرائضي ، ثنا أبو بكر بن النضر ، ثنا عبيد الوراق ، قال : سمعت بشرا الحافي يقول : " أدوا ، فاستعملوا من كل مائتي حديث خمسة أحاديث " . زكاة الحديث
حدثنا محمد بن عمر بن سلم ، حدثني أحمد بن الحسن بن راشد ، ثنا محمد بن قدامة ، قال : سمعت يقول : سمعت بشر بن الحارث عبد الله بن داود يقول : سمعت سفيان يقول : " إنما ليتقى به " . فضل العلم على غيره
حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا ، قال : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل موسى الطوسي يقول : سمعت يقول : سمعت علي بن خشرم يقول : أدخل بشر بن الحارث الكير فخرج ذهبا أحمر وآل علي ، فبلغ ذلك أحمد بن حنبل أحمد فقال : " بشرا بما صنعنا " . الحمد لله الذي أرضى
حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ، ثنا أحمد بن علي الأبار ، ثنا يحيى بن عثمان الحربي ، قال : سمعت يقول : " بشر بن الحارث " . لا ينبغي أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من يصبر على الأذى
حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ، ثنا أحمد بن علي الأبار ، ثنا يحيى بن عثمان الحربي ، قال : سمعت يقول : " بشر بن الحارث " . ينبغي لهؤلاء القوم الذين يعتكفون على هذا المسكر أن لا تقبل لهم شهادة
حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد بن عمر ، ثنا عبد الله بن محمد ، حدثني إبراهيم بن يعقوب ، قال : قال : " بشر بن الحارث " . لو تفكر الناس في عظمة الله لما عصوا الله
حدثنا أبي ، ثنا أحمد ، ثنا عبد الله ، حدثني إبراهيم بن يعقوب ، قال : قال " بشر بن الحارث " . من سأل الله تعالى الدنيا فإنما يسأله طول الوقوف
حدثنا أبي ، ثنا أحمد ، ثنا عبد الله ، ثنا محمد بن يوسف ، قال : سمعت يقول - بشر بن الحارث ، ضيع نفسه ، قيل له : إنه كان يفعل ويفعل ، وذكر أبوابا من أبواب البر ، فقال : ما ينفع هذا وهو يجمع الدنيا " . وقيل له : مات فلان - قال : " وجمع الدنيا وذهب إلى الآخرة
حدثنا علي بن هارون ، ثنا موسى بن هارون القطان ، ثنا الحسن بن سعيد ، [ ص: 338 ] قال : كنا يوما عند ، فجاء رجل من بشر بن الحارث خراسان فبرك قدامه ، فقال له : يا أبا نصر ، إنا وفد خراسان ، حدثني بخمسة أحاديث أذكرك بها بخراسان ، فلم يزل يتذلل له ، وبشر يقول له : المحدثون كثير ، فلم يزل يداريه ويجتهد به ، فلما رأى أنه لا ينفعه شيء قال له : يا أبا نصر ، أليس تروي عن عيسى عليه السلام أنه قال : ؟ قال له : كيف قلت ؟ أعد علي ، فأعاد عليه القول : من علم وعمل وعلم فذلك الذي يدعى عظيما في ملكوت السماء ، قال له : صدقت قد علمنا حتى نعمل ثم نعلم " . من علم وعمل وعلم فذلك الذي يدعى عظيما في ملكوت السماء
حدثنا محمد بن عمر بن سلم ، ثنا أيوب ، حدثني السري ، قال : سمعت يقول : " بشر بن الحارث " . عز المؤمن استغناؤه عن الناس ، وشرفه قيامه بالليل
حدثنا محمد بن عمر بن سلم ، ثنا ، قال : سمعت أبو العباس أحمد بن محمد الخزاعي يقول : سمعت بشر بن الحارث يقول : سمعت المعافى بن عمران يقول : " الثوري " . إرضاء الخلق غاية لا تدرك
حدثنا محمد بن عمر ، ثنا أحمد ، قال : سمعت بشرا يقول : سمعت المعافى يقول : سمعت يقول : " ما ضرهم ما أصابهم في دنياهم ، الثوري " . جبر الله لهم كل مصيبة بالجنة
حدثنا محمد بن إبراهيم بن محمد الفروي ، ومحمد بن عمر بن سلم ، قالا : ثنا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب ، حدثني سري السقطي ، قال : سمعت يقول : " بشر بن الحارث محمد صلى الله عليه وسلم " . ما أنا بشيء من عملي أوثق به مني بحبي أصحاب
وسمعت عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي يقول : سمعت علي بن الحسين القاضي يقول : سمعت عبيد بن محمد الوراق يقول : سمعت يقول : " بشر بن الحارث محمد صلى الله عليه وسلم " . أوثق عملي في نفسي حب أصحاب
حدثنا أبي ، ثنا أبو الحسن بن أبان ، حدثني أبو بكر بن عبيد ، حدثني حسين بن عبد الرحمن ، قال : قال " بشر بن الحارث " . من هوان الدنيا على الله عز وجل أن جعل بيته وعرا
حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا ، حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل الحسن ابن بنت عاصم الطبيب ، قال: لقيت ، فجعل يسألني عن شيء من [ ص: 339 ] العلاج ، فقلت له : يا بشر بن الحارث أبا نصر ، الشمس - وأشرت إلى شيء من الفيء - وكان ذلك في دار ربيعة أو دار عمران الأشعث أو غيره ، إلا أنه " أو كما قال . رجل كان يكون مع السلاطين ، فقال لي : " هذا من سوء وفيء رديء
حدثنا أبو المظفر منصور بن أحمد المعدل ثنا عثمان بن أحمد بن السماك ، ثنا الحسن بن عمرو ، قال : سمعت يقول : " بشر بن الحارث ، ثم قال : ذاك يركب ويرجع ويراه الناس ، وهذا يعطي سرا لا يراه إلا الله عز وجل " . الصدقة أفضل من الحج والعمرة والجهاد
حدثنا منصور بن أحمد ، ثنا عثمان بن أحمد ، ثنا الحسن بن عمرو ، قال : سمعت يقول : قال بشر بن الحارث : " ليس العاقل الذي يعرف الخير والشر ، إنما سفيان بن عيينة ، وإذا رأى الشر اجتنبه " . العاقل الذي إذا رأى الخير اتبعه
حدثنا منصور بن أحمد ، ثنا عثمان بن أحمد ، ثنا الحسن بن عمرو ، قال : سمعت يقول : بشر بن الحارث لمالك بن دينار : يا مرائي ، قال : متى عرفت اسمي ؟ ما عرف اسمي غيرك " . قال رجل
حدثنا محمد بن عمر بن مسلم ، ثنا أحمد بن محمد الخزاعي ، قال : سمعت يقول : سمعت بشر بن الحارث المعافى يقول : سمعت يقول : " سفيان الثوري " . لقد أدركنا أقواما هم اليوم أبقى لمروءاتهم من قراء هذا الزمان
حدثنا محمد بن عمر ، ثنا أحمد بن محمد ، قال : سمعت يقول : سمعت بشر بن الحارث المعافى يقول : سمعت يقول : " الثوري " . لأن أصحب شاطرا في سفر أحب إلي من أن أصحب قارئا
حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا أحمد بن شعيب بن عبد الأكرم الأنطاكي ، ثنا محمد بن أبي يعقوب الدينوري ، ثنا عباس بن عبد العظيم ، قال : قال يوما : " حدثني بشر بن الحارث ، ثم قال : أستغفر الله ، عيسى بن يونس " . بلغني أن حدثنا فلان عن فلان باب من أبواب الدنيا
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا محمد بن يحيى ، حدثني سليمان بن يعقوب ، قال : قلت لبشر بن الحارث : عظني ، قال : " " . انظر خبزك من أين هو ، ولا تعرض للنار
[ ص: 340 ] حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا أحمد بن محمد بن غزوان الهرائي ، قال : قال لي سنة خمس وعشرين ومائتين : " بشر بن الحارث ، فلأن تبيتوا جياعا ولكم مال أحب إلي من أن تبيتوا شباعا وليس لكم مال " . عليكم بالرفق والاقتصاد في النفقة
وقال لي بشر : " بلغني أنك لا تلزم السوق ، فالزم " . فلما قمت أنصرف أعاد علي : " " ، إنما أراد وإن لم يربح . الزم السوق وإن له في قلبي
حدثنا مخلد بن جعفر وأبو محمد بن حيان ، قالا : ثنا أحمد بن محمد بن غزوان ، قال : " بكرت أنا وأخي في غداة باردة جدا إلى بشر ، فألفيناه على بابه معه خليل الخياط ، ثم قام يمشي أمامنا وعليه فرو خلق ، وخف قصير فوق عقبه ، فقام ليخرج إلى السوق وعليه إزار لطيف جدا ، فما مر بواحد أو أكثر إلا رفع صوته وقال : السلام عليكم ، أبا نصر ، فحمد الله وأخذ " . فلما خرج إلى السوق وقف على رجل دقاق ، فسأله عن سعر الدقيق بالأمس ، فقال : ناقص ، فأبشر يا
ومما سمعت من كلامه أن بشرا أرجف الناس بموته بباب الطاق ، في يوم مطير ، فجئت في المطر والطين حتى بلغت بابه ، فإذا على بابه ثلاثة نفر ، شيخ منهم يقول : إنما جئنا نعودك يا أبا نصر ، فقال لهم وهو يبكي : لا حاجة لي في عيادتكم ، اذهبوا عني فقد آذيتموني ، وهو يبكي ، وقال : قال فضيل : " . أشتهي أن أمرض بلا عواد
حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم ، ثنا محمد بن عمر ، ثنا القاسم بن منبه ، قال : سمعت يقول : بشر بن الحارث جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : " سله يهنك عيشك أتى " .
حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان ، ثنا محمد بن مخلد ، ثنا ، قال : سألت محمد بن يوسف الجوهري عن النبيذ ، فقال : " بشر بن الحارث " . قد ضاق علي الماء ، فكيف أتكلم في النبيذ ؟!
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد ، ثنا عبد الرحمن بن داود ، ثنا الفضل بن العباس الحلبي ، قال : سمعت أبا نصر بشر بن الحارث - ، والعلم هو العمل فإذا أطعت الله علمك ، وإذا [ ص: 341 ] عصيته لم يعلمك ، والعلم أداة الأنبياء إلى احتجاجهم . فذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أدى إلى أصحابه ، فتمسكوا به وحفظوه وعملوا به ، ثم أدوه إلى قوم ، فذكر من فضلهم ، وأدوا أولئك إلى قوم آخرين ، فذكر الطبقات الثلاث ثم قال وذكر العلم وطلبه فقال - : " إذا لم يعمل به فتركه أفضل أبو نصر : وقد صار العلم إلى قوم يأكلون به " .
حدثنا محمد بن جعفر ، ثنا جعفر الفريابي ، ثنا محمد بن قدامة ، ثنا ، قال : قال لي بشر بن الحارث حين أردت أن أفارقه : " عيسى بن يونس " . أوتحمل هذا العلم إلى تلك البلدة السوء
حدثنا محمد بن جعفر ، ثنا جعفر الفريابي ، ثنا محمد بن قدامة ، ثنا ، قال : سمعت بشر بن الحارث يقول عن عيسى بن يونس ، قال الأوزاعي : " أبو الدرداء ، قالوا : كيف نلعنك ؟ قال : تكرهوني " . اللهم لا تلعني في قلوب العلماء
حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن ، ثنا أبو مقاتل محمد بن شجاع ، ثنا القاسم بن منبه ، قال : سمعت يقول : " بشر بن الحارث ، هذا هو الداء الأكبر " . لا تطلب علما تهينه للناس
قال : وسمعت بشرا يقول : " " . ما خلف رجل في بيته أفضل أو خيرا من ركعتين يصليهما
حدثنا محمد بن الفتح ، ثنا أحمد بن محمد الصيدلاني ، قال : سمعت أبا جعفر المغازلي يقول : قال : قال بشر بن الحارث : " الفضيل بن عياض ، كيف والآن لا يسلم منه صديقه " . لا تكمل مروءة الرجل حتى يسلم منه عدوه
حدثنا أبو الحسن بن مقسم ، ثنا عثمان بن أحمد الدقاق ، ثنا الحسن بن عمرو السبيعي ، قال : سمعت يقول : " بشر بن الحارث ، والصمت من الصبر ، ولا يكون المتكلم أورع من الصامت ، إلا رجل عالم يتكلم في موضعه ويسكت في موضعه " . الصبر هو الصمت
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى ، حدثني أبو عبد الله بن الحسن السكري البغدادي قال : سمعت يقول : " كتب إلي علي بن خشرم : إلى بشر بن الحارث أبو نصر : السلام عليك ، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد فإني أسأل الله أن يتم ما بنا وبكم [ ص: 342 ] من نعمة ، وأن يرزقنا وإياكم الشكر على إحسانه ، وأن يميتنا ويحيينا وإياكم على الإسلام ، وأن يسلم لنا ولكم خلفا من تلف ، وعوضا من كل رزية ، أوصيك بتقوى الله يا أبي الحسن علي بن خشرم علي ، ولزوم أمره والتمسك بكتابه ، ثم اتباع آثار القوم الذين سبقونا بالإيمان وسهلوا لنا السبل ، فاجعلهم نصب عينيك ، وأكثر عرض حالاتهم عليك تأنس بهم في الخلاء ، ويغنوك عن مشاهدة الملأ ، فمثل حالهم كأنك تشاهدهم ، فمجالسة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أوفق من مجالسة الموتى ، ومن يرقب منك زلتك وسقطتك إن قدر عليها ، فإن لم يقدر عليها جعل جليسا إن رآه عندك عيبك فرماك بما لم يره الله منك ، واعلم - علمك الله الخير وجعلك من أهله - أن أكثر عمرك فيما أرى قد انقضى ، ومن يرضى حاله قد مضى ، وأنت لاحق بهم ، وأنت مطلوب ولا تعجز طالبك ، وأنت أسير في يديه ، وكل الخلق في كبريائه صغير ، وكلهم إليه فقير ، فلا يشغلنك كثرة من يحبك ، وتضرع إليه تضرع ذليل إلى عزيز ، وفقير إلى غني ، وأسير لا يجد ملجأ ولا مفرا يفر إليه عنا ، وخائف مما قدمت يداه ، غير واثق على ما يقدم ، لا يقطع الرجاء ، ولا يدع الدعاء ، ولا يأمن من الفتن والبلاء ، فلعله إن رآك كذلك عطف عليك بفضله ، وأمدك بمعونته ، وبلغ بك ما تأمله من عفوه ورحمته ، فافزع إليه في نوائبك ، واستعنه على ما ضعفت عنه قوتك ، فإنك إذا فعلت ذلك قربك بخضوعك له ، ووجدته أسرع إليك من أبويك ، وأقرب إليك من نفسك . وبالله التوفيق ، وإياه أسأل خير المواهب لنا ولك ، واعلم يا علي أنه من ابتلي بالشهرة ومعرفة الناس فمصيبته جليلة ، فجبرها الله لنا ولك بالخضوع والاستكانة والذل لعظمته ، وكفانا وإياك فتنتها وشر عاقبتها ، فإنه تولى ذلك من أوليائه ومن أراد توفيقه ، وارجع إلى أقرب الأمرين بك ، إلى إرضاء ربك ، ولا ترجعن بقلبك إلى محمدة أهل زمانك ولا ذمهم ، فإن من كان يتقى ذلك منه قد مات ، وإنارة إحياء القلوب من صالح أهل زمانك ، وإنما أنت في محل موتى ومقابر أحياء ماتوا عن الآخرة ، ودرست عن طرقها آثارهم ، هؤلاء أهل زمانك ، فتوار مما لا يستضاء فيها بنور الله ، ولا يستعمل فيها [ ص: 343 ] كتابه إلا من عصم الله ، ولا تبال من تركك منهم ، ولا تأس على فقدهم ، واعلم أن ، وحسبك الله فاتخذه أنيسا ، ففيه الخلف منهم ، فاحذر أهل زمانك ، وما العيش مع من يظن به في زمانك الخير ، ولا مع من يسيء به الظن خير ، وما ينبغي أن يكون طلعة أبغض إلى عاقل تهمه نفسه من طلعة إنسان في زمانك ; لأنك منه على شرف فتنة إن جالسته ، ولا تأمن البلاء إن جانبته ، وللموت في العزلة خير من الحياة ، وإن ظن رجل أن ينجو من الشر يأمن خوف فتنة فلا نجاة له ، إن أمكنتهم من نفسك آثموك ، وإن جانبتهم أشركوك ، فاختر لنفسك ، واكره لها ملابستهم ، وأرى أن حظك في بعدهم أوفر من حظك في قربهم ; لأن السلامة فيها وكفى بالسلامة فضلا ، اجعل أذنك عما يؤثمك صماء ، وعينك عنه عمياء ، احذر الفضل اليوم ما هو إلا في العزلة ، فقد حذرك الله تعالى ذلك ، وذلك قوله تعالى: ( سوء الظن إن بعض الظن إثم ) والسلام " .
حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن يحيى ، حدثني إبراهيم بن براد ، قال : " بشر بن الحارث " . حب لقاء الناس حب الدنيا ، وترك لقاء الناس ترك الدنيا
حدثنا أبي ، ثنا أبو الحسن بن أبان ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، حدثني الحسين بن عبد الرحمن ، قال : قال : " بشر بن الحارث " . لا أعلم رجلا أحب أن يعرف إلا ذهب دينه وافتضح
وقال بشر : " " . لا يجد حلاوة الآخرة رجل يحب أن يعرفه الناس
حدثنا أبي ، ثنا أبو الحسن ، ثنا أبو بكر أحمد بن الفتح ، قال: سمعت ، يقول : سمعت بشر بن الحارث يقول : سمعت يحيى القطان ، يقول : سفيان الثوري ، قال: وسمعت إن أقبح الرغبة أن تطلب الدنيا بعمل الآخرة ، يقول : سمعت بشر بن الحارث خالدا الطحان وهو يذكر : ، قلت : وكيف سرائر الشرك ؟ قال : أن يصلي أحدكم فيطول في ركوعه وسجوده حتى يلحقه الحدو . إياكم وسرائر الشرك
حدثنا أبو الحسن بن علان الوراق ، ثنا أبو القاسم بن منيع ، حدثني محمد بن هارون أبو جعفر ، قال : سمعت يقول : " بشر بن الحارث لا يكسرونه عليك " . إذا كان لك صديق فلا تدل عليه الفقراء
قال : وسمعت بشرا يقول : عن ، [ ص: 344 ] عن يحيى بن يمان سفيان ، قال : " " . ما شبهت القارئ إلا بالدرهم الزيف إذا كسرته خرج ما فيه
وقال سفيان : " " . إذا كانت لك حاجة إلى قارئ فاضربه بعصا
سمعت علي بن محمد بن حبيش يقول : سمعت أحمد بن المغلس الحماني يقول : سمعت يقول : " بشر بن الحارث " . سكون النفس إلى المدح ، وقبول المدح لها أشد عليها من المعاصي
حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم ، قال : سمعت عثمان بن أحمد يقول : سمعت الحسن بن عمران المروزي يقول : سمعت يقول : بشر بن الحارث
بعضا ليدفع معور عن معور ذهب الرجال المرتجى لفعالهم والمنكرون لكل أمر منكر وبقيت في خلف يزين بعضهم
حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن مقسم قال : سمعت أبا الفضل الصيدلي يقول : سمعت محمد بن المثنى يقول : سمعت يقول - وقد سئل عن بشر بن الحارث - قال : " لا ، إذا كان مشهورا بذلك فهو الوضيع " . من يغتاب الناس يكون عدلا ؟
قال : وسمعت بشرا يقول : " " . إذا قل عمل العبد ابتلي بالهم
حدثنا أبو بكر محمد بن الفضل بن قديد ، ثنا أحمد بن الصلت ، قال : سمعت يقول : " من بشر بن الحارث " . أراد أن يكون عزيزا في الدنيا سليما في الآخرة ، فلا يحد ، ولا يشهد ، ولا يؤم قوما ، ولا يأكل لأحد طعاما
حدثنا محمد بن إبراهيم بن علي ، ثنا ، قال : سمعت أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد يقول مثله ، وزاد بشر بن الحارث . ولا يقبل لأحد هدية
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا ، قال : " عبد الله بن أحمد بن حنبل منصرفا من جنازة مر علينا ، فقمت لأنظر إليه ، فرأيت عليه ثيابا متواضعة بشر بن الحارث ، أظن كان عليه فرو ، وإذا رجل مهيب طويل الشعر أبيض الرأس واللحية ، وفي رأسه ولحيته شيء من سواد ، أحسب البياض أكثر من السواد ، لا يخضب بشيء ، أحسب عليه أزير إلى هاهنا قصير " . رأيت
حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا ، حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل أبو عبد الله السلمي ، قال : سمعت يقول : قال بشر بن الحارث : " إبراهيم بن أدهم الشام لأشبع من الخبز " . إنما اخترت
[ ص: 345 ] حدثنا أحمد بن جعفر بن سلمة ، ثنا أحمد بن علي الأبار ، ثنا يحيى بن عثمان ، قال : سمعت يقول : " وددت أن رءوسهم خضبت بدمائهم وأنهم لم يجيبوا " . بشر بن الحارث
حدثنا محمد بن عمر بن سلم ، ثنا أحمد بن محمد الخزاعي ، سمعت يقول : سمعت بشر بن الحارث يقول : قال رجل المعافى بن عمران : لمحمد بن النضر الحارثي " . أين أعبد الله ؟ قال : " أصلح سريرتك واعبده حيث شئت
حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا ، حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل أبو عبد الله السلمي ، قال : سمعت بشرا يقول - وحدثه رجل عن رؤيا رآها في المنام - فقال بشر : " " . هذا حديث الليل
حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ، ثنا أحمد بن علي الأبار ، ثنا أيوب الحربي ، عن ، قال : سأل رجل بشر بن الحارث ابن المبارك ، فقال : ، فقال : " إن كنت عملت عمل البر كله وبقي هذا عليك فطلقها ، وإن كنت تطلقها وتأخذ إلى مشاغبة أمك فتضربها فلا تطلقها " . إن أمي لم تزل تقول : تزوج ، حتى تزوجت ، فالآن قالت لي : طلقها
حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ، ثنا أحمد بن علي الأبار ، ثنا عبد الصمد ، ثنا ، قال : " خرج علينا بشر بن الحارث مرة ، فقال : أبو بكر بن عياش ؟ قال هاهنا من البهاتين المنانين أحد عبد الصمد : قال بشر : ولم يدر أني فيهم أو منهم " .
أنشدنا محمد بن إبراهيم ، قال : أنشدنا عبد الله بن محمد بن علي قاضي المدينة ، قال : أنشدني محمد بن سهم قال : قال أهل الحديث لبشر بن الحارث : حدثنا ، فأنشأ يقول :
صار أهل الحديث فيهم حديثا أن شين الحديث أهل الحديث
قال : وأنشدني بشر :
وليس من يروق لي دينه يغرني يا صاح تبريقه
من يوشك أن يظهر تحقيقه حقق الإيمان في قلبه
حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن مقسم ، ثنا عيسى بن عبد الله بن أحمد الساجي ، حدثني أبي قال : سمعت ، ينشد : بشر بن الحارث
[ ص: 346 ]
أقسم بالله لرضخ النوى وشرب ماء القلب المالحة
أعز للإنسان من حرصه ومن سؤال الأوجه الكالحة
مغتبطا بالصفقة الرابحة فاستغن باليأس تكن ذا غنى
اليأس عز والتقى سؤدد ورغبة النفس لها فاضحة
من كانت الدنيا به برة فإنها يوما له ذابحة
حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم ، ثنا محمد بن شجاع ، ثنا القاسم بن منبه ، قال : سمعت يقول : " بشر بن الحارث " . ولا تعط شيئا مخافة ملامة الناس
حدثنا محمد بن علي بن حبيش ، ثنا ، ثنا الهيثم بن خلف يحيى بن عثمان الحربي ، قال : قال : " يا بشر بن الحارث أبا زكريا ، " . من جلس والأقداح تدور لا تقبل شهادته
حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن حسان ، ثنا أبو الربيع ، قال : سمعت بشرا يقول : " " . اكتم حسناتك كما تكتم سيئاتك
حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، قال : سمعت أحمد بن الفتح يقول : سمعت يقول : " بشر بن الحارث " . من أراد أن يلقن الحكمة فلا يعص الله
حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ، ثنا أحمد بن علي الأبار ، ثنا ، قال : سمعت محمد بن يوسف الجوهري يقول في جنازة أخته : " بشر بن الحارث " . إن العبد إذا قصر في طاعة سلبه من يؤنبه
حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا ، قال : سمعت أبو العباس السراج الحسين بن محمد البغدادي يقول : سمعت أبي يقول : زرت ، فقعدت معه مليا ، فما زادني على كلمة ، قال : " بشر بن الحارث " . ما اتقى الله من أحب الشهرة
حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، قال : سمعت عبيد بن محمد يقول : سمعت يقول : لقي حكيم حكيما ، فقال أحدهما لصاحبه : " بشر بن الحارث " . لا يراك الله عند ما نهاك ، ولا يفقدك عند ما أمرك
حدثنا أبو الحسن بن مقسم ، حدثني أبو الفضل السرحي ، قال : سمعت سعد بن عثمان يقول : سمعت يقول : " بشر بن الحارث " . لا تعمل لتذكر ، ورد لله ما يريد
[ ص: 347 ] حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا أبو العباس الثقفي ، قال : سمعت أحمد بن الفتح يقول : سمعت يقول : " بشر بن الحارث " . إذا أعجبك الكلام فاصمت ، وإذا أعجبك الصمت فتكلم
حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا ، حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل أبو العباس السلمي ، قال : سمعت يقول : " بشر بن الحارث ، فإنه يذهب عنك هم الغلاء " . إذا اهتممت لغلاء السعر فاذكر الموت
قال : وسمعت يقول : " بشر بن الحارث ، وذهبت عنك شهوة الجماع عند ذكر الموت " . إذا ذكرت الموت ذهب عنك صفوة الدنيا وشهواتها
قال : " بشر - أي أسفل قدميه - قد اسودا من أثر التراب مما يمشي حافيا " . ورأيت قدمي
حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن ، ثنا محمد بن مخلد ، ثنا أحمد بن الفتح ، قال : سمعت يقول : " إنما أنت متلذذ تسمع وتملي ، بشر بن الحارث ، استمع وتعلم واعمل وعلم واهرب ، ألم تر إلى إنما يراد من العلم العمل كيف طلب العلم فعلم وعمل وعلم وهرب ؟ وطلب العلم إنما يدل على الهرب من الدنيا ليس على حبها " . سفيان الثوري
حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان ، ثنا موسى بن عبيد الله ، ثنا القاسم بن منبه الحربي ، قال : سمعت يقول : " بشر بن الحارث " . إن لم تعمل فلا تعص
حدثنا محمد بن أحمد البغدادي ، ثنا محمد بن عبد الله ، قال : سمعت يقول : " بشر بن الحارث " . من عامل الله بالصدق استوحش من الناس
حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن حسان ، ثنا أبو الربيع ، قال : سمعت يقول : " بشر بن الحارث " . اكتم حسناتك كما تكتم سيئاتك
حدثنا عمر بن أحمد بن جبير الصوفي - بالبصرة - قال : سمعت أبا أحمد بن كثير يقول : سمعت يقول : " حملني أبي إلى إبراهيم الحربي فقال : يا بشر بن الحارث أبا نصر ، ابني هذا مشتهر بكتابة الحديث والعلم ، فقال لي : " يا بني ، ، فإن لم يعمل به كله فمن كل مائتين خمسة ، مثل زكاة الدراهم . وقال له أبي : هذا العلم ينبغي أن يعمل به أبا نصر ، تدعو له ؟ فقال : دعاؤك له أبلغ ، دعاء الوالد لولده كدعاء النبي [ ص: 348 ] لأمته . قال إبراهيم : فاستحليت كلامه فاستحسنته ، فإذا أنا مار إلى صلاة الجمعة ، فإذا بشر يصلي في قبة الشعر ، فقمت وراءه أركع إلى أن يؤذن بالأذان ، فقام رجل رث الحال والهيئة فقال : يا قوم احذروا أن أكون صادقا ، وليس مع الاضطرار اختيار ، ولا يسع السكوت عند العدم ، ولا السؤال مع الوجود ، ولا فاقة رحمكم الله . قال : فرأيت بشرا أعطاه قطعة دانق ، قال إبراهيم : فقمت إليه فأعطيته درهما فقلت : أعطني القطعة ، قال : لا أفعل فقلت : هذان درهمان - قال : وكان معي عشرة دراهم صحاح - قلت : هذه عشرة دراهم ، فقال لي : يا هذا ، وأي شيء رغبتك في دانق تبذل فيه عشرة صحاحا ؟ قال : قلت : هذا رجل صالح . قال : فقال لي : فأنا في معروف هذا أرغب ، ولست أستبدل بالنعم نقما ، وإلى أن آكل هذه فرج عاجل أو منية قاضية . قال إبراهيم : فقلت : انظروا معروف من آخذ ؟ فقلت : يا شيخ دعوة ، فقال لي : أحيا الله قلبك ولا أماته حتى يميت جسمك ، وجعلك ممن يشتري نفسه بكل شيء ولا يبيعها بشيء " .
حدثنا الحسن بن علان الوراق ، ثنا عبد الله بن محمد المسمعي ، حدثني محمد بن هارون أبو جعفر ، قال : لقيني ، فقال : " بشر بن الحارث ، وإن استطعت أن تزيد ولا تنقص " . إن استطعت أن تكون في موضع يحسبون أنك لص فافعل
حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا أبو العباس الثقفي ، ثنا محمد بن المثنى ، قال : سمعت يقول : " ليس أحد يحب الدنيا إلا لم يحب الموت ، بشر بن الحارث " . وليس أحد يزهد في الدنيا إلا أحب الموت حتى يلقى مولاه
حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن المثنى ، قال سمعت يقول : " بشر بن الحارث " . العجب أن تستكثر عملك وتستقل عمل الناس أو عمل غيرك
حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم ، قال : سمعت يقول : سمعت أبي يقول : سمعت أبا بكر الباقلاني ، ونحن معه بشر بن الحارث بباب حرب ، وأراد الدخول إلى المقبرة ، فقال : " " . الموتى داخل السور أكثر منهم خارج السور
[ ص: 349 ] حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك ، ثنا محمد بن المثنى ، قال : سمعت يقول : " بشر بن الحارث ، يريد أن يتقرب به ، ولا يذكر العلم في موضع ذكر الدنيا ، وقد رأيت مشايخ طلبوا العلم للدنيا فافتضحوا ، وآخرين طلبوه فوضعوه مواضعه وعملوا به وقاموا به ، فأولئك سلموا ، فنفعهم الله تعالى ، وإذا أنت سمعت الشيء من معدن وأخذت به ، ثم سمعت غيرك يقول بخلافه - فلا تماره ; فإنك لا تنتفع بذلك ، واعمل به لنفسك ، وقد لا ينبغي لأحد أن يذكر شيئا من الحديث في موضع حاجة يكون له من حوائج الدنيا ، وآخرين سمعوا الكثير ، فلم ينفعهم الله به ، فكيف ؟ واعلموا أنه يمنع الرزق طلب هذا الحديث " . رأيت أقواما سمعوا من العلم اليسير فعملوا به
وسمعت يقول : " حفص بن غياث سفيان عن الدنيا " . كنا نستغني بمجلس
قال : وسمعت يقول : " حفص بن غياث سفيان هم الأمراء " . كان الفقراء في مجلس
قال بشر : وكان سفيان يقول : " " . من كان عنده شيء من معاش فليتمسك به ; فإنه سيأتي على الناس زمان أول ما يلقى الرجل يلقاه بدينه
حدثنا محمد بن الفتح ، ثنا أحمد بن محمد الصيدلاني ، قال : سمعت أبا جعفر المغازلي يقول : سمعت يقول : " بشر بن الحارث ، لا تقع في ألسنة الناس ، إذا سألت عن مسألة فاعمل ، فإن لم تطق فاستعن بالله " . لا تسأل عن مسائل تعرف بها عيوب الناس
حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم ، ثنا محمد بن إسحاق أمام سلامة ، حدثني أبي قال : قلت لبشر بن الحارث : " ، قال : " لا تقوى إبراهيم بن أدهم ، قلت : ولم ذاك ؟ قال : لأن إني أحب أن أسلك طريق إبراهيم عمل ولم يقل ، وأنت قلت ولم تعمل " .
حدثنا محمد بن الفتح ، ثنا أحمد بن محمد الصيدلاني ، حدثني عبد الله بن عبد الوهاب العسقلاني ، ثنا إبراهيم بن عبد الله ، قال : سمعت يقول : " بشر بن الحارث ، ومن لا يعرف ثواب الأعمال ، ثقلت عليه في جميع الأحوال ، ومن من حرم المعرفة لم يجد للطاعة حلاوة ، كانت مؤنته [ ص: 350 ] خفيفة ، ومن زهد في الدنيا على حقيقة فقد بلغ أفضل الدرجات ، والمؤمن إذا عاش حزينا ولم يرد القيمة أفضل من الراضين عن الله " . وهب له الرضا
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا هارون بن يوسف بن زياد ، ثنا محمد بن محمد بن أبي الورد ، ثنا حسن الأنماطي ، قال : سمعت يقول : " بشر بن الحارث " . النظر إلى من يكره حمى باطنة
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا هارون بن يوسف ، حدثني محمد بن محمد بن أبي الورد ، حدثني حسن الأنماطي ، قال : سمعت يقول : " بشر بن الحارث " . بقاء البخلاء كرب على قلوب المؤمنين
حدثنا منصور بن محمد المعدل ، ثنا عثمان بن أحمد ، ثنا الحسن بن عمر المروزي ، قال : سمعت يقول : " بشر بن الحارث " . النظر إلى الأحمق سخنة عين ، والنظر إلى البخيل يقسي القلب ، ومن لم يحتمل الغم والأذى لم يقدر أن يدخل فيما يحب
حدثنا ، ثنا نصر بن أبي نصر الصوفي الطوسي محمد بن عمرو ، ثنا القاسم بن منبه ، قال : سمعت بشرا يقول : " . وقال : إن لم تعمل فلا تعص " . ما أجفى صاحب الدنيا وأصفق وجهه
وقال : " : كثرة الكلام ، وكثرة الأكل " . خصلتان تقسيان القلب
حدثنا محمد بن حميد ، ثنا أحمد بن القاسم بن هاشم السمسار ، ثنا محمد بن المثنى ، قال : قال لي : " بشر بن الحارث أو قال : صاحب ربع سخي أحب إلي من قارئ بخيل ، رجل بسط الله تعالى له في رزقه ، فينظر كيف شكره ، ورجل قبض الله عز وجل عنه رزقه ، فينظر كيف صبره " . ما أعلم أحدا من الناس إلا مبتلى
حدثنا محمد بن الفتح ، ثنا عبد الله بن أبي داود ، ثنا ، قال : سمعت علي بن خشرم يقول : بشر بن الحارث
ومن الشقاء تفردي بالسؤدد خلت الديار فسدت غير مسود
قال : وسمعت علي بن خشرم يقوله والناس حوله . ابن عيينة
حدثنا أبو أحمد محمد بن محمد بن يوسف الجرجاني قال : سمعت أبا العباس [ ص: 351 ] بن عبد الله البغدادي يقول : سمعت جعفرا البرداني يقول : سمعت يقول : قال بشر بن الحارث موسى عليه السلام : " موسى ، قال : إني جائع فأطعمني ، قال : حتى أشاء " . يا رب ، فقال الله تعالى له : لبيك يا
قال : وسمعت بشرا يقول : " إن عوج بن عنق كان يأتي البحر فيخوضه برجله أو ما شاء الله به فيحتطب الساج ، وكان أول من دل عليه وجلبه ، وكان يأتي به الأيلة ، ويأخذ من حيتان البحر حوتا بيده ، فيشويها في عين الشمس ، ثم يأتي بها مشوية ، فكان التجار يعدون له الدقيق كريرا في كل يوم يختبز منه ملتين ، ويأكل ذلك أجمع ، ويدفع إليهم الحزمة من حطب الساج ، فهذا كافر يطعمه في كل يوم كرينا من طعام وسمكة يعجز عنه كل دواب البحر ، ؟ يا ويحك ، تقطع بينك وبين ربك برغيف " . فكيف يضيعك وأنت توحده وقوتك رغيف أو رغيفان
قال : وسمعت بشرا يقول : " موسى عليه السلام : يا رب أرني وليا من أوليائك ، قال : اطلبه في خربة كذا وكذا ، قال : فطلبه فإذا فيها عظام رجل قد أكلته السباع ، فقال : يا رب ، ما أرى غير العظام ، قال هي عظام ولي ، قال : يا رب ، وأرسلت عليه السباع ؟ قال : نعم ، وعزتي ما أخرجته من الدنيا مع ذلك إلا جائعا ظمآن ، قال : ولم ذلك يا رب ؟ قال : لمنزلته عندي لو رأيتها لزهقت نفسك شوقا إليها ، قال " . إني لا أرضى الدنيا لولي من أوليائي
سمعت أبي يقول : سمعت أبا جعفر أحمد بن جعفر بن هانئ يقول : سمعت محمد بن يوسف يقول : قال المازني لبشر بن الحارث : بشر : " اضطراب بلا سكون ، وسكون بلا اضطراب . فقال أيش التوكل ؟ فقال له المازني : ليس نفقه هذا ، قال : نعم ليس هذا من أبزازكم ، قال : ففسره لنا حتى نفقهه ، قال : اضطراب بلا سكون : رجل يضطرب بجوارحه وقلبه ساكن إلى الله لا إلى عمله ، وسكون بلا اضطراب : فرجل ساكن إلى الله عز وجل بلا حركة ، وهذا عزيز ، وهو من صفات الأبدال " .
حدثنا أبو الحسن بن مقسم ، ثنا أبو الطيب الصفار ، ثنا ، قال : سمعت محمد بن يوسف الجوهري يقول : قال بشر بن الحارث فضيل بن عياض لابنه علي عند ما يصيبه : " " . لعلك ترى أنك في شيء من الجوع أطوع لله منك
[ ص: 352 ] حدثنا محمد بن علي بن حبيش ، ثنا عبد الله بن إسحاق المدايني ، ثنا محمد بن حرب ، ثنا عبيد بن محمد ، حدثني عمار ، قال : رأيت الخضر عليه السلام ، فسألته عن ، فقال : " بشر بن الحارث " . مات يوم مات وما على ظهر الأرض أتقى لله منه
حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين ، ثنا أبو عبد الله الطيالسي بها ، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، ثنا - محمد بن علي الصوري بصور - ثنا أبو نعيم ، قال : جاءني ، فقال : حدثني بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى عند لسان كل قائل " . فقلت : حدثنا بشر بن الحارث ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عمر بن ذر إن الله عند لسان كل قائل " فقلت : ما بقي امرؤ علم ما تقول ؟ فقال : حسبك ورجع " .
حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، ثنا عبد الله بن أحمد بن سوادة ، ثنا أحمد بن الحجاج ، ثنا ، قال : أبو جعفر البزاز سمعت يقول : " بشر بن الحارث " قل لمن طلب الدنيا : تهيأ للذل .
أخبرني أبو عبد الله محمد بن حنيف الشيرازي الصوفي فيما كتب إلي ، حدثني أبو محمد عبد الله بن الفضل ، حدثني أبو عبد الله القاضي ، حدثني أبي قال : " كان عندنا ببغداد رجل من التجار صديقا لي ، وكان الصوفية ، قال : فرأيته بعد ذلك يصحبهم فأنفق عليهم جميع ما ملك ، قال : فقلت له : أليس كنت تبغضهم ؟ قال : فقال لي : ليس الأمر على ما توهمت ، قلت له : كيف ؟ قال : صليت الجمعة يوما وخرجت ، فرأيت كثيرا ما أسمعه يقع في يخرج من المسجد مسرعا ، قال : فقلت في نفسي : انظر إلى هذا الرجل الموصوف بالزهد ليس يستقر في المسجد . قال : فتركت حاجتي فقلت : أنظر أين يذهب ، قال : فتبعته فرأيته تقدم إلى الخباز واشترى بدرهم خبزا ، قال : قلت : انظر إلى الرجل يشتري خبزا ، قال : فتقدم إلى الشواء ، فأعطاه درهما وأخذ الشواء ، قال : فزادني عليه غيظا ، قال : وتقدم إلى الحلاوي واشترى فالوذجا بدرهم ، فقلت في نفسي : والله لأنغصن عليه حين يجلس ويأكل ، قال : فخرج إلى الصحراء وأنا أقول : يريد الخضرة والماء . قال : فما زال يمشي إلى العصر وأنا خلفه ، قال : فدخل قرية وفي القرية مسجد ، وفيه [ ص: 353 ] رجل مريض ، قال : فجلس عند رأسه وجعل يلقمه ، قال : فقمت لأنظر إلى القرية ، قال : فبقيت ساعة ثم رجعت ، فقلت للعليل : أين بشر بن الحارث الحافي بشر ؟ قال : ذهب إلى بغداد ، قال : فقلت : وكم بيني وبين بغداد ؟ فقال : أربعون فرسخا . فقلت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، أيش عملت بنفسي وليس عندي ما أكتري ولا أقدر على المشي ، قال : اجلس حتى يرجع ، قال : فجلست إلى الجمعة القابلة ، قال : فجاء بشر في ذلك الوقت ومعه شيء يأكله المريض ، فلما فرغ قال له العليل : يا أبا نصر ، هذا رجل صحبك من بغداد وبقي عندي منذ الجمعة ، فرده إلى موضعه ، قال : فنظر إلي كالمغضب وقال : لم صحبتني ؟ قال : فقلت : أخطأت . قال : قم فامش ، قال : فمشيت إلى قرب المغرب ، قال : فلما قربنا قال لي : أين محلتك من بغداد ؟ قلت : في موضع كذا ، قال : اذهب ولا تعد ، قال : فتبت إلى الله عز وجل وصحبتهم وأنا على ذلك " .
قال محمد بن حنيف : قال محمد بن الهيثم : كنت أدخل على أخت بشر في صغري ، فأعطتني يوما كبة من غزل ، فقالت : بع هذه الكبة واشتر خبزا وسمكا ، ففعلت ، فدخل بشر والخبز والسمك موضوع ، فقال بشر : ما هذا الطعام ؟ قالت : رأيت أمي وأمك في المنام فقالت : إن أردت فرحي وإدخالك السرور علي فبيعي من غزلك واشتري خبزا وسمكا ، فإن أخاك بشرا يشتهيها . قالت : فلما ذكرت أمي وأمه بكى وقال : رحمها الله ، تغتم لي حية وميتة ، فقال بشر : إني لأشتهيه منذ خمس وعشرين سنة ، . ما كان الله عز وجل يراني أن أرجع في شيء تركته لله
ثم قال : رأيت بشرا متغير اللون ، فقلت له : لماذا نشدتك بالله ؟ قال : " ليس يصفو لي الأكل أنا منذ أربعين يوما آكل الطين في الصحراء ببغداد ، فتغير علي بطني ولذلك أنا متغير " .
قال محمد بن حنيف : ولا يستكثر ذلك المقدار له ، وكان غزل أخته فيما ذكر أنها قصدت ، فقالت : إنا قوم نغزل بالليل ومعاشنا منه ، وربما يمر بنا مشاعل أحمد بن حنبل بني طاهر ولاة بغداد ونحن على السطح ، فنغزل في ضوئها الطاقة والطاقتين ، أفتحله لنا أم تحرمه ؟ فقال لها : من أنت ؟ قالت : أخت بشر ، فقال : آل بشر ، لا عدمتكم ، لا أزال أسمع الورع الصافي من قبلكم " . آه يا
[ ص: 354 ] حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم ، ثنا عثمان بن أحمد الدقاق ، ثنا الحسن بن عمرو السبيعي ، قال : سمعت يقول : " بشر بن الحارث ، وكيف تكون خيرا وصديقك لا يأمنك " . لا تكون كاملا حتى يأمنك عدوك
قال : وسمعت بشرا يقول : " بي داء ما لم أعالج نفسي لا أتفرغ لغيري ، فإذا عالجت نفسي تفرغت لغيري بموضع الداء وموضع الدواء إن أعانني منه بمعونة ، ثم قال : أنتم الداء ، " . أرى وجوه قوم لا يخافون الله ، متهاونين بأمر الآخرة
حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم ، ثنا عثمان بن أحمد ، ثنا الحسن بن عمرو السبيعي ، قال : سمعت يقول : " بشر بن الحارث " . لا يجد العبد حلاوة العبادة حتى يجعل بينه وبين الشهوات حائطا من حديد
قال وسمعت بشرا يقول : " " . الدعاء كفارة الذنوب
حدثنا محمد بن الحسين بن موسى - في كتابه - ثنا محمد بن الحسن بن الخشاب ، ثنا أحمد بن محمد بن صالح ، ثنا محمد بن عبدون ، ثنا حسن المسوحي ، قال : رآني يوما وأنا أرتعد من البرد ، فنظر إلي فقال : بشر بن الحارث
قطع الليالي مع الأيام في حلق والنوم تحت رواق الهم والقلق
أحرى وأعذرني من أن يقال غدا إني التمست الغنى من كف مختلق
قالوا : رضيت بذا قلت القنوع غنى ليس الغنى كثرة الأموال والورق
رضيت بالله في عسري وفى يسري فلست أسلك إلا واضح الطرق
حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم ، ثنا ابن مخلد ، ثنا محمد بن المثنى ، قال : سمعت يقول : قال بشر بن الحارث جعفر بن برقان : قال : " يا ميمون بن مهران جعفر " . ما يصلح الرجل أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره
حدثنا ابن مقسم ، ثنا ابن مخلد ، ثنا الحسين بن عبد الرحمن ، حدثني الأنصاري ، قال : سمعت بشرا يقول " ، وإنما يكفيك تحركه " . ابن آدم سبع ، وذلك أن السبع يأكل اللحم
أخبرني جعفر بن محمد بن نصير الخواص - في كتابه - حدثني عنه أبو الحسن بن مقسم ، قال : سمعت يقول : سمعت البراثي يقول : [ ص: 355 ] " بشر بن الحارث " . لو سقطت قلنسوة من السماء ما سقطت إلا على رأس من لا يريدها
حدثنا أبو الحسن بن مقسم ، حدثني عمر بن الحسن القاضي ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ، حدثني الحسين بن عبد الرحمن ، قال : سمعت يقول : " بشر بن الحارث " . ما أعلم أحدا أحب أن يعرف إلا ذهب دينه وافتضح
وسمعت أحمد بن محمد بن مقسم يقول : حدثني محمد بن يوسف الباقلاني ، قال : سمعت أبي يقول : سمعت رجلا يسأل أبا نصر بشر بن الحارث أن يحدثه ، فأبى عليه ، فجعل يرغبه ويكلمه وهو يأبى عليه ، قال : فلما أيس منه قال له : يا أبا نصر قال : فقال له ما تقول لله غدا إذا لقيته وسألك لم لا تحدث ؟ بشر : " أقول يا رب كانت نفسي تشتهي أن تحدث ، فامتنعت من أن أحدث ولم أعطها شهوتها " .
حدثنا أبو الحسن ، حدثني أبو مقاتل ، ثنا القاسم بن منبه ، قال : سمعت يقول : " بشر بن الحارث " . ما خلف رجل في بيته أفضل أو خيرا من ركعتين يصليهما
حدثنا أبو الحسن بن مقسم ، ثنا ابن مخلد ، ثنا الحسين بن عبد الرحمن ، حدثني الأنصاري ، قال : سمعت بشرا يقول : كان سفيان الثوري " . إذا عاد رجلا قال : " عافاك الله من النار
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا ، حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل بيان بن الحكم ، ثنا محمد بن حاتم ، ثنا ، قال : سمعت بشر بن الحارث ، عن المعافى بن عمران ، قال : " الأوزاعي " . كان يقال يأتي على الناس زمان أقل شيء في ذلك الزمان أخ مؤنس ، أو درهم من حلال ، أو عمل في سنة
حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا ، حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل بيان بن الحكم ، ثنا محمد بن حاتم ، ثنا ، ثنا بشر بن الحارث ، عن عبد الله بن إدريس حصين ، عن ، قال : " بكر بن عبد الله المزني " . لا يكون العبد تقيا حتى يكون تقي الغضب
حدثنا ، ثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة ، ثنا أبي ، ثنا ، ثنا بشر بن الحارث يحيى بن اليمان ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبي جمرة ، قال : " " . إذا ختم الرجل القرآن قبله الملك بين عينيه