قال محمد بن إسحاق : وكان بلال مولى أبي بكر لبعض بني جمح ، مولدا من مولديهم . وهو ، كان اسم أمه ، وكان صادق الإسلام ، طاهر القلب بلال بن رباح ، فكان أمية يخرجه إذا حميت الظهيرة ، فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة ، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ، ثم يقول له : لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد ، وتعبد اللات والعزى ، فيقول - وهو في ذلك البلاء - أحد أحد .
قال - وهو يذكر عمار بن ياسر بلالا وأصحابه وما كانوا فيه من البلاء وإعتاق أبي بكر إياه ، وكان اسم أبي بكر عتيقا رضي الله عنه - :
جزى الله خيرا عن بلال وصحبه عتيقا وأخزى فاكها وأبا جهل عشية هما في بلال بسوءة
ولم يحذرا ما يحذر المرء ذو العقل بتوحيده رب الأنام وقوله
شهدت بأن الله ربي على مهل فإن يقتلوني يقتلوني فلم أكن
لأشرك بالرحمن من خيفة القتل فيا رب إبراهيم والعبد يونس
وموسى وعيسى نجني ثم لا تبل لمن ظل يهوى الغي من آل غالب
على غير بر كان منه ولا عدل