أفرأيت الذي تولى وأعطى قليلا وأكدى أعنده علم الغيب فهو يرى أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى ألا تزر وازرة وزر أخرى وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى
أفرأيت الذي تولى فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه العاص بن وائل السهمي، قاله . السدي
الثاني: أنه الوليد بن المغيرة المخزومي، قاله ، كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم مجاهد رضي الله عنه يسمع ما يقولان ثم يتولى عنهما. وأبا بكر
الثالث: أنه النضر بن الحارث أعطى خمس قلائص لفقير من المهاجرين حين ارتد عن دينه وضمن له أن يتحمل مأثم رجوعه، قاله . الضحاك وأعطى قليلا وأكدى فيه أربعة أوجه:
أحدها: أنه أعطى قليلا من نفسه بالاستمتاع ثم أكدى بالانقطاع، قاله . مجاهد
الثاني: أطاع قليلا ثم عصى، قاله . [ ص: 403 ] الثالث: أعطى قليلا من ماله ثم منع، قاله ابن عباس . الضحاك
الرابع: أعطى بلسانه وأكدى بقلبه، قاله وفي " أكدى " وجهان: مقاتل.
أحدهما: قطع ، قاله الأخفش.
الثاني: منع ، قاله قطرب. أعنده علم الغيب فهو يرى فيه وجهان:
أحدهما: معناه أعلم الغيب فرأى أن ما سمعه باطل.
الثاني: أنزل عليه القرآن فرأى ما صنعه حقا ، قاله . الكلبي
ويحتمل ثالثا: أعلم أن لا بعث ، فهو يرى أن لا جزاء. وإبراهيم الذي وفى فيه سبعة أقاويل:
أحدها: وفى عمل كل يوم بأربع ركعات في أول النهار ، رواه عن الهيثم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أبي أمامة
الثاني: أن يقول كلما أصبح وأمسى فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون الآية. رواه سهل بن معاذ عن عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم. أنس
الثالث: وفيما أمر به من طاعة ربه ، قاله . ابن عباس
الخامس ألا تزر وازرة وزر أخرى لأنه كان بين نوح وإبراهيم يؤخذ الرجل بجريرة ابنه وأبيه فأول من خالفهم إبراهيم ، قاله الهذيل.
السادس: أنه ما أمر بأمر إلا أداه ولا نذر إلا وفاه ، وهذا معنى قول الحسن.
السابع: وفي ما امتحن به من ذبح ابنه وإلقائه في النار وتكذيبه. [ ص: 404 ]