قوله تعالى : إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب
أخرج ، عبد بن حميد عن وابن جرير : قتادة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب قال : لا والله ما هناك مكيال ولا ميزان .
وأخرج عن ابن المنذر في قوله : ابن جريج إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب قال : بلغني أنه لا يحسب عليهم ثواب عملهم، ولكن يزادون على ذلك .
[ ص: 639 ] وأخرج عن ابن مردويه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس بن مالك جبريل : يا رب عبدك فلان اقض حاجته، فيقول الله : دعه إني أحب أن أسمع صوته، فإذا قال : يا رب، قال الله : لبيك عبدي وسعديك، وعزتي لا تدعوني بشيء إلا استجبت لك، ولا تسألني شيئا إلا أعطيتك، إما أن أعجل لك ما سألت، وإما أن أدخر لك عندي أفضل منه، وإما أن أدفع عنك من البلاء أعظم منه، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وتنصب الموازين يوم القيامة، فيؤتى بأهل الصلاة فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الصيام فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الصدقة فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الحج فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان، ولا ينشر لهم ديوان ويصب عليهم الأجر صبا بغير حساب حتى يتمنى أهل العافية أنهم كانوا في الدنيا، تقرض أجسادهم بالمقاريض؛ مما يذهب به أهل البلاء من الفضل، وذلك قوله : إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب . إن الله إذا أحب عبدا أو أراد أن يصافيه صب عليه البلاء صبا ويحثه عليه حثا، فإذا دعا قالت الملائكة : صوت معروف . قال
وأخرج ، الطبراني عن وابن مردويه قال : سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الحسن بن علي إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب . إن في الجنة شجرة يقال لها شجرة البلوى . يؤتى بأهل البلاء يوم القيامة، فلا يرفع لهم ديوان، ولا ينصب لهم ميزان [ ص: 640 ] يصب عليهم الأجر صبا، وقرأ :
وأخرج عن ابن أبي شيبة قال : يود أهل البلاء يوم القيامة أن جلودهم كانت تقرض بالمقاريض . ابن مسعود