إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد
"الدنيا " القربى منكم . والزينة : مصدر كالنسبة ، واسم لما يزان به الشيء ، كالليقة اسم لما تلاق به الدواة ، ويحتملهما قوله : بزينة الكواكب فإن أردت المصدر ، فعلى إضافته إلى الفاعل ، أي : بأن زانتها الكواكب ، وأصله : بزينة الكواكب ، أو على [ ص: 201 ] إضافته إلى المفعول ، أي : بأن زان الله الكواكب وحسنها ; لأنها إنما زينت السماء لحسنها في أنفسها ، وأصله بزينة الكواكب وهي قراءة أبي بكر والأعمش وابن وثاب . وإن أردت الاسم فللإضافة وجهان : أن تقع الكواكب بيانا للزينة ; لأن الزينة مبهمة في الكواكب وغيرها مما يزان به ، وأن يراد ما زينت به الكواكب . وجاء عن رضي الله عنهما : بزينة الكواكب : بضوء الكواكب ، ويجوز أن يراد أشكالها المختلفة ، كشكل الثريا وبنات نعش والجوزاء ، وغير ذلك ، ومطالعها ومسايرها . وقرئ على هذا المعنى : (بزينة الكواكب ) بتنوين زينة ، وجر الكواكب على الإبدال ، ويجوز في نصب الكواكب أن يكون بدلا من محل بزينة "وحفظا " مما حمل على المعنى ; لأن المعنى : إنا خلقنا الكواكب زينة للسماء وحفظا من الشياطين ، كما قال تعالى : ابن عباس ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين [الملك : 5 ] ويجوز أن يقدر الفعل المعلل ، كأنه قيل : وحفظا من كل شيطان زيناها بالكواكب ، وقيل : وحفظناها حفظا . والمارد : الخارج من الطاعة المتلمس منها .