وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون
قرئ: (ينجي) و (ينجي) "بمفازتهم" بفلاحهم، يقال: فاز بكذا إذا أفلح به وظفر بمراده منه. وتفسير المفازة قوله: لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون كأنه قيل: ما مفازتهم؟ فقيل: لا يمسهم السوء، أي ينجيهم بنفى السوء والحزن عنهم. أو بسبب منجاتهم، من قوله تعالى: فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب [آل عمران : 188] أي بمنجاة [ ص: 318 ] منه; لأن النجاة من أعظم الفلاح، وسبب منجاتهم العمل الصالح; ولهذا فسر رضي الله عنهما المفازة بالأعمال الحسنة، ويجوز: بسبب فلاحهم; لأن العمل الصالح سبب الفلاح وهو دخول الجنة. ويجوز أن يسمى العمل الصالح في نفسه: مفازة; لأنه سببها. وقرئ: (بمفازاتهم) على أن لكل متق مفازة. فإن قلت: ابن عباس لا يمسهم ما محله من الإعراب على التفسيرين؟ قلت: أما على التفسير الأول فلا محل له; لأنه كلام مستأنف. وأما على الثاني فمحله النصب على الحال.