وما بث يجوز أن يكون مرفوعا ومجرورا يحمل على المضاف إليه أو المضاف. فإن قلت: لم جاز فيهما من دابة والدواب في الأرض وحدها؟ قلت: يجوز أن ينسب الشيء إلى جميع المذكور وإن كان ملتبسا ببغضه، كما يقال: بنو تميم فيهم شاعر مجيد أو شجاع بطل، وإنما هو في فخذ من أفخاذهم أو فصيلة من فصائلهم، وبنو فلان فعلوا كذا، وإنما فعلوا نويس منهم. ومنه قوله تعالى: يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان [الرحمن: 22] وإنما يخرج من الملح، ويجوز أن يكون للملائكة عليهم السلام مشي مع الطيران. فيوصفوا بالدبيب كما يوصف به الأناسي. ولا يبعد أن يخلق في السماوات حيوانا [ ص: 411 ] يمشي فيها مشي الأناسي على الأرض، سبحان الذي خلق ما نعلم وما لا نعلم من أصناف الخلق. "إذا" ومنه يدخل على المضارع كما يدخل على الماضي قال الله تعالى: والليل إذا يغشى [الليل: 1] ومنه إذا يشاء وقال الشاعر [من الخفيف]:
وإذا ما أشاء أبعث منها آخر الليل ناشطا مذعورا