إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسألكم أموالكم إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم
[ ص: 532 ] يؤتكم أجوركم ثواب إيمانكم وتقواكم ولا يسألكم أموالكم أي ولا يسألكم جميعها، إنما يقتصر منكم على ربع العشر، ثم قال: إن يسألكموها فيحفكم أي يجهدكم ويطلبه كله، والإحفاء: المبالغة وبلوغ الغاية في كل شيء، يقال: أحفاه في المسألة إذا لم يترك شيئا من الإلحاح. وأحفى شاربه: إذا استأصله تبخلوا ويخرج أضغانكم أي: تضطغنون على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتضيق صدوركم لذلك، وأظهرتم كراهتكم ومقتكم لدين يذهب بأموالكم، والضمير في "يخرج" لله عز وجل، أي: يضغنكم بطلب أموالكم، أو للبخل; لأنه سبب الاضطغان، وقرئ: (نخرج) بالنون. ويخرج، بالياء والتاء مع فتحهما ورفع أضغانكم "هؤلاء" موصول بمعنى الذين صلته "تدعون" أي: أنتم الذين تدعون، أو أنتم يا مخاطبون هؤلاء الموصوفون، ثم استأنف وصفهم، كأنهم قالوا: وما وصفنا؟ فقيل: تدعون لتنفقوا في سبيل الله قيل: هي النفقة في الغزو. وقيل: الزكاة، كأنه قيل: الدليل على أنه لو أحفاكم لبخلتم وكرهتم العطاء واضطغنتم أنكم تدعون إلى أداء ربع العشر، فمنكم ناس يبخلون به، ثم قال: ومن يبخل بالصدقة وأداء الفريضة. فلا يتعداه ضرر بخله، وإنما يبخل عن نفسه يقال بخلت عليه وعنه، وكذلك ضننت عليه وعنه. ثم أخبر أنه لا يأمر بذلك ولا يدعو إليه لحاجته إليه، فهو الغني الذي تستحيل عليه الحاجات، ولكن لحاجتكم وفقركم إلى الثواب وإن تتولوا معطوف على: وإن تؤمنوا وتتقوا يستبدل قوما غيركم يخلق قوما سواكم على خلاف صفتكم راغبين في الإيمان والتقوى، غير متولين عنهما، كقوله تعالى: ويأت بخلق جديد [إبراهيم: 19] وقيل: هم الملائكة. وقيل: الأنصار. وعن : ابن عباس كندة والنخع. وعن الحسن: العجم. وعن : عكرمة فارس والروم. إلى جنبه، فضرب على فخذه وقال: "هذا وقومه، والذي نفسي بيده، لو كان الإيمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من سلمان فارس". وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القوم وكان
[ ص: 533 ] وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة محمد صلى الله عليه وسلم كان حقا على الله أن يسقيه من أنهار الجنة".