فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية قرية أنطاكية وقيل أبلة البصرة . وقيل باجروان أرمينية . استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما وقرئ يضيفوهما من أضافه يقال ضافه إذا نزل به ضيفا وأضافه وضيفه أنزله ، وأصل التركيب للميل يقال ضاف السهم عن الغرض إذا مال . فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض يداني أن يسقط فاستعيرت الإرادة للمشارفة كما استعير لها الهم والعزم قال :
يريد الرمح صدر أبي براء . . . ويعدل عن دماء بني عقيل
وقال :
إن دهرا يلم شملي بجمل . . . لزمان يهم بالإحسان
وانقض انفعل من قضضته إذا كسرته ، ومنه انقضاض الطير والكواكب لهويه ، أو أفعل من النقض .
وقرئ « أن ينقض » و « أن ينقاص » بالصاد المهملة من انقاصت السن إذا انشقت طولا . فأقامه بعمارته أو بعمود عمده به ، وقيل مسحه بيده فقام . وقيل نقضه وبناه . قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا تحريضا على أخذ الجعل لينتعشا به ، أو تعريضا بأنه فضول لما في لو من النفي كأنه لما رأى الحرمان ومساس الحاجة واشتغاله بما لا يعنيه لم يتمالك نفسه ، واتخذ افتعل من تخذ كاتبع من تبع وليس من الأخذ عند البصريين ، وقرأ والبصريان « لتخذت » أي لأخذت وأظهر ابن كثير ابن كثير ويعقوب وحفص الدال وأدغمه الباقون .