وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما
وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما أن يغشيهما . طغيانا وكفرا لنعمتهما بعقوقه فيلحقهما شرا ، أو يقرن بإيمانهما طغيانه وكفره فيجتمع في بيت واحد مؤمنان وطاغ كافر ، أو يعديهما بعلته فيرتدا بإضلاله ، أو بممالأته على طغيانه وكفره حبا له . وإنما خشي ذلك لأن الله تعالى أعلمه . وعن رضي الله تعالى عنهما : ابن عباس نجدة الحروري كتب إليه كيف قتله وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل الولدان ، فكتب إليه إن كنت علمت من حال الولدان ما علمه عالم موسى فلك أن تقتل . وقرئ « فخاف ربك » أي فكره كراهة من خاف سوء عاقبته ، ويجوز أن يكون قوله أن فخشينا حكاية قول الله عز وجل .
فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه أن يرزقهما ولدا خيرا منه . زكاة طهارة من الذنوب والأخلاق الرديئة . وأقرب رحما رحمة وعطفا على والديه . قيل ولدت لهما جارية فتزوجها نبي فولدت له نبيا هدى الله به أمة من الأمم ، وقرأ نافع وأبو عمرو يبدلهما بالتشديد وابن عامر ويعقوب وعاصم رحما بالتخفيف ، وانتصابه على التمييز والعامل اسم التفضيل وكذلك زكاة .