قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا
( قال سلام عليك ) توديع ومتاركة ومقابلة للسيئة بالحسنة ، أي لا أصيبك بمكروه ولا أقول لك بعد ما يؤذيك ولكن : ( سأستغفر لك ربي ) لعله يوفقك للتوبة والإيمان ، فإن حقيقة الاستغفار للكافر استدعاء التوفيق لما يوجب مغفرته وقد مر تقريره في سورة التوبة ( إنه كان بي حفيا ) بليغا في البر والإلطاف .
( وأعتزلكم وما تدعون من دون الله ) بالمهاجرة بديني . ( وأدعو ربي ) وأعبده وحده . ( عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا ) خائبا ضائع السعي مثلكم في دعاء آلهتهم ، وفي تصدير الكلام بـ ( عسى ) التواضع وهضم النفس ، والتنبيه على أن الإجابة والإثابة تفضل غير واجبتين ، وأن ملاك الأمر خاتمته وهو غيب .