قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى
( قال بل ألقوا ) مقابلة أدب بأدب وعدم مبالاة بسحرهم ، وإسعافا إلى ما أوهموا من الميل إلى البدء بذكر الأول في شقهم وتغيير النظم إلى وجه أبلغ ، ولأن يبرزوا ما معهم ويستنفذوا أقصى وسعهم ثم يظهر الله سلطانه فيقذف بالحق على الباطل فيدمغه . ( فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ) أي فألقوا فإذا حبالهم وعصيهم ، وهي للمفاجأة والتحقيق أنها أيضا ظرفية تستدعي متعلقا ينصبها وجملة تضاف إليها ، لكنها خصت بأن يكون المتعلق فعل المفاجأة والجملة ابتدائية والمعنى : فألقوا ففاجأ موسى عليه الصلاة والسلام وقت تخييل سعي حبالهم وعصيهم من سحرهم ، وذلك بأنهم لطخوها بالزئبق فلما ضربت عليها الشمس اضطربت فخيل إليه أنها تتحرك . وقرأ برواية ابن عامر ابن ذكوان وروح «تخيل » بالتاء على إسناده إلى ضمير الحبال والعصي ، وإبدال أنها تسعى منه بدل الاشتمال ، وقرئ «يخيل » بالياء على إسناده إلى الله تعالى ، و «تخيل » بمعنى تتخيل .