وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون
( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) تعميم بعد تخصيص ، فإن ( ذكر من قبلي ) من حيث إنه خبر لاسم الإشارة مخصوص بالموجود بين أظهرهم وهو الكتب الثلاثة ، وقرأ حفص وحمزة ( والكسائي نوحي إليه ) بالنون وكسر الحاء والباقون بالياء وفتح الحاء .
( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا ) نزلت في خزاعة حيث قالوا الملائكة بنات الله ( سبحانه ) تنزيه له عن ذلك . ( بل عباد ) بل هم عباد من حيث إنهم مخلوقون وليسوا بالأولاد . ( مكرمون ) مقربون وفيه تنبيه على مدحض القوم ، وقرئ بالتشديد .
( لا يسبقونه بالقول ) لا يقولون شيئا حتى يقوله كما هو ديدن العبيد المؤدبين ، وأصله لا يسبق قولهم قوله فنسب السبق إليه وإليهم ، وجعل القول محله وأداته تنبيها على استهجان السبق المعرض به للقائلين على الله ما لم يقله ، وأنيبت اللام على الإضافة اختصارا وتجافيا عن تكرير الضمير ، وقرئ «لا يسبقونه » بالضم من سابقته فسبقته أسبقه . ( وهم بأمره يعملون ) لا يعملون قط ما لم يأمرهم به .