الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون
( الذي أحسن كل شيء خلقه ) خلقة موفرا عليه ما يستعد له ويليق به على وفق الحكمة والمصلحة ، وخلقه بدل من ( كل ) بدل الاشتمال وقل علم كيف يخلقه من قولهم قيمة المرء ما يحسنه أي يحسن معرفته ، و ( خلقه ) مفعول ثان . وقرأ والكوفيون بفتح اللام على الوصف فالشيء على الأول مخصوص بمنفصل وعلى الثاني بمتصل . ( نافع وبدأ خلق الإنسان ) يعني آدم . ( من طين ) .
( ثم جعل نسله ) ذريته سميت بذلك لأنها تنسل منه أي تنفصل . ( من سلالة من ماء مهين ) ممتهن .
( ثم سواه ) قومه بتصوير أعضائه على ما ينبغي . ( ونفخ فيه من روحه ) إضافة إلى نفسه تشريفا له وإشعارا بأنه خلق عجيب ، وأن له شأنا له مناسبة ما إلى الحضرة الربوبية ولأجله قيل من عرف نفسه فقد عرف ربه . ( وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة ) خصوصا لتسمعوا وتبصروا وتعقلوا . ( قليلا ما تشكرون ) تشكرون شكرا قليلا .