وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين
11 - وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها ؛ تفرقوا عنك إليها؛ وتقديره: "وإذا رأوا تجارة انفضوا إليها؛ أو لهوا انفضوا إليه"؛ فحذف أحدهما لدلالة المذكور عليه؛ وإنما خص التجارة لأنها كانت أهم عندهم؛ روي أن أهل المدينة أصابهم جوع وغلاء؛ فقدم بتجارة [ ص: 483 ] من زيت دحية بن خليفة الشام؛ والنبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب يوم الجمعة؛ فقاموا إليه؛ فما بقي معه إلا ثمانية؛ أو اثنا عشر؛ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفس محمد بيده لو خرجوا جميعا لأضرم الله عليهم نارا"؛ وكانوا إذا أقبلت العير استقبلوها بالطبل؛ والتصفيق؛ فهو المراد باللهو؛ وتركوك ؛ على المنبر؛ قائما ؛ تخطب؛ وفيه دليل على أن الخطيب ينبغي أن يخطب قائما؛ قل ما عند الله ؛ من ثواب؛ خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين ؛ أي: لا يفوتهم رزق الله بترك البيع؛ فهو خير الرازقين.