[ ص: 682 ] سورة "قريش"
بسم الله الرحمن الرحيم
لإيلاف قريش
1 - لإيلاف قريش ؛ متعلق بقوله: "فليعبدوا"؛ أمرهم أن يعبدوه لأجل إيلافهم الرحلتين؛ ودخلت الفاء لما في الكلام من معنى الشرط؛ أي: "إن نعم الله عليهم لا تحصى"؛ فإن لم يعبدوه لسائر نعمه؛ فليعبدوه لهذه الواحدة؛ التي هي نعمة ظاهرة"؛ أو بما قبله؛ أي: "فجعلهم كعصف مأكول لإيلاف قريش"؛ يعني أن ذلك الإتلاف لهذا الإيلاف؛ وهذا كالتضمين في الشعر؛ وهو أن يتعلق معنى البيت بالذي قبله؛ تعلقا لا يصح إلا به؛ وهما في مصحف سورة واحدة؛ بلا فصل؛ ويروى عن أبي ترك التسمية بينهما؛ والمعنى أنه أهلك الكسائي الحبشة الذين قصدوهم ليتسامع الناس بذلك؛ فيحترموهم فضل احترام؛ حتى ينتظم لهم الأمن في رحلتيهم؛ فلا يجترئ أحد عليهم؛ وقيل: المعنى: اعجبوا لإيلاف قريش؛ "لإلاف قريش"؛ "شامي"؛ أي: لمؤالفة قريش؛ وقيل: يقال: "ألفته إلفا؛ وإلافا"؛ و"قريش": ولد النضر بن كنانة؛ سموه بتصغير "القرش"؛ وهو دابة عظيمة في البحر؛ تعبث بالسفن؛ فلا تطاق إلا بالنار؛ والتصغير للتعظيم؛ فسموا بذلك لشدتهم؛ ومنعتهم؛ تشبيها بها؛ وقيل: [ ص: 683 ] من "القرش"؛ وهو الجمع؛ والكسب؛ لأنهم كانوا كسابين بتجاراتهم؛ وضربهم في البلاد .