واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور
واذكروا نعمة الله عليكم بالإسلام لتذكركم المنعم ، وترغبكم في شكره .
وميثاقه الذي واثقكم به ; أي : عهده المؤكد الذي أخذه عليكم .
وقوله تعالى : إذ قلتم سمعنا وأطعنا ظرف لواثقكم به ، أو لمحذوف وقع حالا من الضمير المجرور في " به " ، أو من ميثاقه ; أي : كائنا وقت قولكم : سمعنا وأطعنا ، وفائدة التقييد به ، تأكيد وجوب مراعاته بتذكر قبولهم والتزامهم بالمحافظة عليه ، وهو الميثاق الذي أخذه على المسلمين حين بايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في حال العسر واليسر ، والمنشط والمكره . وقيل : هو الميثاق الواقع ليلة العقبة وفي بيعة الرضوان ، وإضافته إليه تعالى مع صدوره عنه عليه الصلاة والسلام ; لكون المرجع إليه ، كما نطق به قوله تعالى : إن [ ص: 12 ] الذين يبايعونك إنما يبايعون الله . وقال : هو الميثاق الذي أخذه الله تعالى على عباده حين أخرجهم من صلب مجاهد آدم عليه السلام .
واتقوا الله ; أي : في نسيان نعمته ونقض ميثاقه ، أو في كل ما تأتون وما تذرون ، فيدخل فيه ما ذكر دخولا أوليا .
إن الله عليم بذات الصدور ; أي : بخفياتها ، الملابسة لها ملابسة تامة مصححة لإطلاق الصاحب عليها ، فيجازيكم عليها ، فما ظنكم بجليات الأعمال ، والجملة اعتراض تذييلي وتعليل الأمر بالاتقاء ، وإظهار الاسم الجليل في موقع الإضمار ; لتربية المهابة ، وتعليل الحكم ، وتقوية استقلال الجملة .