إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين
(76) وهذا خبر عن هيمنة القرآن على الكتب السابقة، وتفصيله وتوضيحه لما كان فيها قد وقع فيه اشتباه واختلاف عند بني إسرائيل، فقصه هذا القرآن قصا زال به الإشكال، وبين به الصواب من المسائل المختلف فيها. (77) وإذا كان بهذه المثابة من الجلالة والوضوح وإزالة كل خلاف وفصل كل مشكل كان أعظم نعم الله على العباد، ولكن ما كل أحد يقابل النعمة بالشكر، ولهذا بين أن نفعه ونوره وهداه مختص بالمؤمنين فقال: وإنه لهدى من الضلالة والغي والشبه ورحمة تنثلج له صدورهم وتستقيم به أمورهم الدينية والدنيوية للمؤمنين به المصدقين له، المتلقين له بالقبول، المقبلين على تدبره، المتفكرين في معانيه، فهؤلاء تحصل لهم به الهداية إلى الصراط المستقيم، والرحمة المتضمنة للسعادة والفوز والفلاح.