قل يا أيها الناس إنما أنا لكم نذير مبين فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك أصحاب الجحيم
(49) يأمر تعالى عبده ورسوله محمدا - صلى الله عليه وسلم - أن يخاطب الناس جميعا، بأنه رسول الله حقا، مبشرا للمؤمنين بثواب الله، منذرا للكافرين والظالمين من عقابه، وقوله: مبين ؛ أي: بين الإنذار، وهو التخويف مع الإعلام بالمخوف، وذلك لأنه أقام البراهين الساطعة على صدق ما أنذرهم به. (50) ثم ذكر تفصيل النذارة والبشارة فقال: فالذين آمنوا بقلوبهم إيمانا صحيحا صادقا وعملوا الصالحات بجوارحهم في جنات النعيم أي: الجنات التي يتنعم بها بأنواع النعيم من المآكل والمشارب والمناكح والصور والأصوات والتنعم برؤية الرب الكريم وسماع كلامه. (51) والذين كفروا أي: جحدوا نعمة ربهم وكذبوا رسله وآياته، [ ص: 1108 ] فأولئك أصحاب الجحيم أي: الملازمون لها، المصاحبون لها في كل أوقاتهم، فلا يخفف عنهم من عذابها ولا يفتر عنهم لحظة من عقابها.