ولما أخبرهم عليه السلام أن علمه فوق علمهم، أتبعه استئنافا ما يدل عليه فقال: يا بني اذهبوا ثم سبب عن [هذا] الذهاب [ ص: 204 ] وعقب به قوله: فتحسسوا أي بجميع جهدكم من يوسف وأخيه أي اطلبوا من أخبارهما بحواسكم لعلكم تظفرون بهما، وهذا يؤكد ما تقدم من احتمال ظنه أن فاعل ذلكيوسف - عليهم الصلاة والسلام.
ولما لم يكن عندهم من العلم ما عنده، قال: ولا تيأسوا أي تقنطوا من روح الله أي الذي له الكمال كله; والروح - قال - يقع بريح تلذ، وكأن هذا أصله فالمراد: من رحمته وفرجه وتيسيره ولطفه في جمع الشتات وتيسير المراد; ثم علل هذا النهي بقوله: الرماني إنه لا ييأس أي لا يقنط من روح الله أي الذي له جميع صفات الجلال والإكرام إلا القوم أي الذين لهم قوة المحاولة الكافرون أي العريقون في الكفر،