[ ص: 71 ] - 6 - أسباب النزول
نزل القرآن ليهدي الإنسانية إلى المحجة الواضحة ، ويرشدها إلى الطريق المستقيم ، ويقيم لها أسس الحياة الفاضلة التي تقوم دعامتها على الإيمان بالله ورسالاته ، ويقرر أحوال الماضي ، ووقائع الحاضر ، وأخبار المستقبل .
وأكثر القرآن نزل ابتداء لهذه الأهداف العامة ، ولكن الصحابة رضي الله عنهم في حياتهم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد شاهدوا أحداث السيرة ، وقد يقع بينهم حادث خاص يحتاج إلى بيان شريعة الله فيه ، أو يلتبس عليهم أمر فيسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عنه لمعرفة حكم الإسلام فيه ، فيتنزل القرآن لذلك الحادث ، أو لهذا السؤال الطارئ ، ومثل هذا يعرف بأسباب النزول .
عناية العلماء به
وقد اعتنى الباحثون في علوم القرآن بمعرفة سبب النزول ، ولمسوا شدة الحاجة إليه في تفسير القرآن فأفرده جماعة منهم بالتأليف ، ومن أشهرهم : " " شيخ علي بن المديني ، ثم " البخاري “ ، في كتابه " أسباب النزول " ، ثم " الواحدي الجعبري “ ، الذي اختصر كتاب " الواحدي " بحذف أسانيده ولم يزد عليه شيئا ، ثم شيخ الإسلام " ابن حجر “ ، الذي ألف كتابا في أسباب النزول اطلع السيوطي على جزء من مسودته ولم يتيسر له الوقوف عليه كاملا ، ثم [ ص: 72 ] "السيوطي" الذي قال عن نفسه: "وقد ألفت فيه كتابا حافلا موجزا محررا لم يؤلف مثله في هذا النوع، سميته "لباب النقول في أسباب النزول"