[ ص: 207 ] الإحكام الخاص والتشابه الخاص
وهناك إحكام خاص وتشابه خاص ذكرهما الله في قوله : هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ، وفي معناهما وقع الاختلاف على أقوال أهمها :
أ- المحكم : ما عرف المراد منه . والمتشابه : ما استأثر الله بعلمه .
ب- المحكم : ما لا يحتمل إلا وجها واحدا . والمتشابه : ما احتمل أوجها .
جـ- المحكم : ما استقل بنفسه ولم يحتج إلى بيان . والمتشابه : ما لا يستقل بنفسه واحتاج إلى بيان برده إلى غيره .
ويمثلون للمحكم في القرآن بناسخه وحلاله وحرامه وحدوده وفرائضه ووعده ووعيده . وللمتشابه : بمنسوخه وكيفيات أسماء الله وصفاته التي في قوله : الرحمن على العرش استوى ، وقوله : كل شيء هالك إلا وجهه ، وقوله : يد الله فوق أيديهم ، وقوله : وهو القاهر فوق عباده ، وقوله : وجاء ربك ، وقوله : وغضب الله عليهم ، وقوله : رضي الله عنهم ، وقوله : فاتبعوني يحببكم الله ، إلى غير ذلك ، وأوائل السور المفتتحة بحروف المعجم وحقائق اليوم الآخر وعلم الساعة .