( قوله وإلا صلوها فرادى ) أي إن تحرزا عن الفتنة إذ هي تقام بجمع عظيم وروي عن لم يحضر إمام الجمعة صلى الناس فرادى أن لكل إمام مسجد أن يصلي بجماعة ، والصحيح ظاهر الرواية ; لأن أداء هذه الصلوات بالجماعة عرف بإقامة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنما يقيمها الآن من هو قائم مقامه ، فإن لم يقمها الإمام صلى الناس فرادى إن شاءوا ركعتين ، وإن شاءوا أربعا والأربع أفضل ثم إن شاءوا طولوا القراءة ، وإن شاءوا قصروا ، واشتغلوا بالدعاء حتى تنجلي الشمس كذا في البدائع ( قوله كالخسوف والظلمة والريح والفزع ) أي حيث يصلي الناس فرادى ; لأنه قد خسف القمر في عهده عليه السلام مرارا ، ولم ينقل أنه جمع الناس له ولأن الجمع فيه متعسر كالزلازل والصواعق وانتشار الكواكب والضوء الهائل بالليل والثلج والأمطار الدائمة وعموم الأمراض والخوف الغالب من العدو ونحو ذلك من الأفزاع والأهوال ; لأن ذلك كله من الآيات المخوفة والله تعالى يخوف عباده ليتركوا المعاصي ويرجعوا إلى الطاعة التي فيها فوزهم وخلاصهم وأقرب أحوال العبد في الرجوع إلى ربه الصلاة وذكر في البدائع أنهم يصلون في منازلهم ، وفي المجتبى وقيل الجماعة جائزة عندنا لكنها ليست بسنة والله أعلم . أبي حنيفة
[ ص: 181 ]