الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  وقال غيره : مارج خالص من النار ، يقال : مرج الأمير رعيته إذا خلاهم يعدوا بعضهم على بعض ، مرج أمر الناس مريج ملتبس ، مرج اختلط البحران من مرجت دابتك تركتها

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي قال غير ابن عباس في قوله تعالى : وخلق الجان من مارج من نار وهذا مكرر ; لأنه ذكر عن قريب ، وهو قوله : والمارج اللهب الأصفر ، ومضى الكلام فيه مستوفى . قوله : يقال : مرج الأمير رعيته إشارة إلى أن لفظ مرج يستعمل لمعان ; فمن ذلك قولهم مرج الأمير - وهو بفتح الراء - رعيته : إذا خلاهم يعني إذا تركهم يعدو - أي يظلم - بعضهم بعضا ، ومن ذلك مرج أمر الناس هذا بكسر الراء ، ومعناه اختلط واضطرب ، قال أبو داود : مرج أمر الدين فأعددت له ، أي فسد أمر الدين ، ومن هذا الباب : " مريج " في قوله تعالى : في أمر مريج " ، أي ملتبس ، وهذا في رواية أبي ذر وحده - أعني قوله : مريج ملتبس . قوله : مرج البحرين " اختلط البحران . هذا في رواية غير أبي ذر . قوله : " من مرجت دابتك " بفتح الراء ، ومعناه تركتها ترعى ، وكان ينبغي أن يذكر هذا عقيب قوله : مرج الأمير رعيته إذا خلاهم يعدو بعضهم على بعضهم ; لأنه في معناه ، ولكن في هذا الموضع تقديم وتأخير ، بحيث يقع الالتباس في التركيب والمعنى أيضا، والظاهر أن النساخ خلطوا مفتوح الراء بمكسور الراء .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية